قضايا

وزير يترك مكتبه لنصف شهر ويقوم بجولة في 8 دول...

إدريس شكري

ما معنى أن يقوم وزير بزيارة لـ 8 دولة، في رحلة تستغرق أزيد من أسبوعين؟

عبد اللطيف وهبي، وزير العدل هو الوحيد القادر على فعل ذلك، إذ يقوم حاليا بجولة تشمل السعودية والبحرين والكويت وقطر وسلطنة عمان والامارات العربية المتحدة والاردن ومصر، تاركا مكتبه بمقر وزارة العدل فارغا، في الوقت الذي يفرض فيه عليه موقعه أن ينهي مراجعة مشروع القانون الجنائي، الذي سحبه من البرلمان، بعد الجدال الذي أثارته البنود المتعلقة بالإثراء غير المشروع، وهو ما أجج غضب الرأي العام، وشكوكه في نوايا الحكومة في موضوع تخليق الحياة العامة.

لقد مرت حوالي سنة عن سحب هذا المشروع من دون أن يجد طريقه للعودة إلى البرلمان، كما وعد الوزير، الذي أظهر قبل أن يعين في المنصب "شراسة" في محاربة أخنوس، واستعمال القفة لاستمالة الناخبين.

جولة وهبي، قد تكون هروبا من ضغوط الداخل"

أولا: بعد أن ورد اسمه في لائحة الوزراء، الذي لم يعد أخنوش راغبا في استمرارهم ضمن الفريق الحكومي، بسبب عدم تحكمه في "لسانه" من خلال إطلاق تصريحات والإعلان عن مواقف، في قضايا لا يسمح فيها بالارتجال تسير حد معارضة السياسة الحكومية...

ثانيا: بعد أن "انتصر" تيار مراكش، في التحكم بالجرار، ما يعني أن أيامه على رأس الأمانة العامة للحزب أصبحت معدودة، حيث سيطاح به في أول محطة تتيح فرصة التخلص منه.

هذا جزاء الخفة، فلم يقل مثل المغربي عبثا:" خف من رزقو" أما وهبي فهو أخف من منصبين يقتضيان الكثير من الثقل.

ولا شك أن هذه الجولة المارطونية لثمانية دول دفعة واحدة مع ما تتطلبه من نفقات من المال العام، أكثر دليل على هذه الخفة.