قضايا

السياسة مسؤولية، وتحمل للمسؤولية...

عمر إيسرا

على ضوء بلاغ حزب البيجيدي المدين لبلاغ وزارة الخارجية حول الاحتقان الأخير بين إسرائيل و فصيل الجهاد الإسلامي... وإدانتها الدونكيشوتية للتطبيع الذي وقعت عليه!

نتفهم التشبث بأداة من أدوات التعبئة والحشد العاطفي، ربما للململة جروح السقوط من "الطابق السابع عشر"، لكن على التنظيمات كما الأشخاص تحمل مسؤوليات أفعالهم ومواقفهم، تحت أي ظرف أو سياق كان، "الكلمة هي الكلمة"، أما أن أوقع على التطبيع، ثم أعود لإدانته بعد أشهر، وأختبئ وراء بعض الإدعاءات والتبريرات الصبيانية "وقعت غير بزز"! المهم وقعتي، انتهى!

دون الحديث عن تبرير القرارات اللاشعبية من قبيل تخريب صندوق المقاصة بدون بديل، وما يسمى بإصلاح صندوق التقاعد على ظهر الموظفين والطبقة العاملة، وقتل العمل النقابي عبر قانون الإضراب، وترسيخ خوصصة التعليم عبر التعاقد و...

هذه السلوكات اللامسؤولة هي التي تساهم، بالإضافة إلى ممارسات أخرى، في تعميق الأزمة الحزبية و تنفير الناس من العمل الحزبي! حينما نتخذ قرارا، كيفما كانت الظروف التي ساهمت أو لم تساهم في اتخاذه، فلنتحلَّ بالشجاعة والصدق والشفافية الكافية لتحمل المسؤولية تجاهه...

نحن نتضامن مع الفلسطينين (كشعب، لا مع فصيل سياسي معين)، ونطالب بحل الدولتين، بتعايشهما، وبوقف الاقتتال، ندين ونطالب بمحاسبة أي جهة قتلت شخصا بريئا، كيفما كان دينه أو عرقه، لكننا نتعجب من نفاق الطبقة السياسية، ومن استلابها و انقلابها على مسؤولياتها ومواقفها، ومن المنطق التبريري، و من تشبث بعضها باستغلال القضايا الإنسانية المربحة إنتخابيا، بدون ضمير.

قبل ذلك و بعد ذلك، فنحن نريد من سياسيينا أن يقيموا الدنيا ولا يقعدوها دفاعا عن وحدة أراضينا، ضد فساد نخبة من نخبنا، من أجل العدالة الاجتماعية والمجالية، والتوزيع العادل للثروة، وتحصين ديمقراطيتنا الفتية، ليس بالشعارات السهلة والصراخ ملء الحناجر ساعة في الشوارع، بل بالعمل البناء الناجع على الأرض!

 

تمغربيت... الوطن أولا!