فن وإعلام

مهرجان ”التيرانغا” في دكار: ندوة حول إشكالية الإنتاج السينمائي ورهاناته في إفريقيا

كفى بريس (و م ع)

شكل الإنتاج السينمائي في إفريقيا ورهاناته موضوع ندوة نظمت، الخميس، بمناسبة الدورة الثالثة لمهرجان “التيرانغا” السينمائي الذي يقام في الفترة من 29 يونيو إلى 2 يوليوز في دكار، والذي يحتفي بالمملكة المغربية كضيف شرف.

وخلال هذه الندوة حول “الإنتاج السينمائي: أي مكان للتنمية الإفريقية؟ التحديات والآفاق” ، قام المتدخلون بتشخيص إشكالية الإنتاج السينمائي في القارة الإفريقية واستعرضوا التحديات والآليات التي من شانها النهوض بهذا الفن في إفريقيا.

وشدد بعض المتحدثين على ضرورة انخراط الدول الإفريقية أكثر في إنتاج السينما وتمويلها، بينما أشار آخرون إلى ضرورة وجود إرادة سياسية في البلدان الإفريقية.

وفي هذا الصدد، ذكر خالد الزايري ، الكاتب العام للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ، المتحدثين بكلمات المرحوم نور الدين الصايل ، المدير السابق للمركز السينمائي المغربي والرئيس السابق لمؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة ، فيما يتعلق بوضع الإنتاج السينمائي في إفريقيا حيث أكد أن “قطار السينما كان بعيدا جدا عندما بدأنا في الانتاج، مسجلا أن لا شيء سيحدث في إفريقيا اليوم في ظل 60 عاما من التأخر إذا لم تنخرط الدول مباشرة في التمويل في الانتاج السينمائي. إنه استثمار في المستقبل”.

ويرى  الزايري أن “إشكالية الإنتاج السينمائي الإفريقي اليوم تكمن في قلة استثمارات الدولة” التي تعتبر أن “السينما في النهاية ليست أولوية”.

ولدى تطرقه إلى النموذج الاقتصادي الذي سيتم اعتماده في مجال الإنتاج في إفريقيا ، سلط الكاتب العام للغرفة المغربية لمنتجي الأفلام الضوء على التجربة المغربية ، مستشهدا بصندوق الدعم لإنتاج الأعمال السينمائية.

لكنه اعتبر أن النموذج الاقتصادي من حيث إنتاج الأفلام سواء في المغرب أو في البلدان الأخرى “لا يبعث على التفاؤل لأنه لا يوجد عائد على الاستثمار”.

وشارك في هذه الندوة على الخصوص الناقد السينمائي المغربي عامر الشرقي والمنتج والمخرج السنغالي موسى توري وعمر سال منتج ومدير شركة سينكاب للإنتاج وكذا جيرمان كولي مدير التصوير السينمائي بوزارة الثقافة والاتصال في السنغال.

وأكد الناقد عامر الشرقي ، الذي ذكر بمساهمة المخرج وكاتب السيناريو السنغالي عثمان سمبن ، أنه “لا يمكننا الحديث عن الإنتاج دون الحديث عن الحلقة الكاملة في السلسلة” ، مشيرًا إلى أن المشكلة ليست فقط مشكلة مال أو إعانات، بل من الضروري إضافة عناصر للعملية المتعلقة بالسينما ، والإبداع ، والاستقبال ، والتوزيع ، والاستغلال.

واستشهد في هذا الصدد بمثال عائدات الفن والثقافة في بعض البلدان مثل فرنسا ، في عام 2012 ، والتي كانت “أعلى بست مرات من عائدات صناعة السيارات” ، مشيرًا إلى أن “الأموال يمكن أن تضمن الاستدامة للفن”.

يشار إلى أن وفدا مغربيا وازنا يشارك في هذا المهرجان ويضم أعضاء من الغرفة المغربية لمنتجي الأفلام ومسؤولين عن المركز السينمائي المغربي ومخرجين ونقاد سينمائيين.

وتنظم جمعية “السينما 221” هذا اللقاء السينمائي بالتعاون مع المسرح الوطني الكبير في دكار وشركاء آخرين.

ومن بين الأفلام التي تخوض غمار المنافسة ، فيلم الخيال الطويل (أناتو) للمخرجة فاطمة بوبكدي ، و(انديغو) لسلمى بركاش و (حبال المودة) لوجدان خالد، و(أبواب السماء) لحسن الشاوي، والفيلم الوثائقي الطويل (لمعلقات) للمخرجة مريم عدو.