رأي

رأي في مسألة اقتحام مليلية المحتلة

نوفل البعمري

في مسألة اقتحام السياج الفاصل بين مدينة مليلية المحتلة و الناظور، رئيس الحكومة الإسبانية تحمل كامل مسؤوليته في التصدي لبوديموس و للتيار اليميني اللذين حاولا استغلال هذا الحادث المأساوي للدفع بالعلاقة مع المغرب محو التوتر، وهو بهذا يكون قد أثبت بشكل قاطع أن حكومته لن تعود للوراء و لم تسقط في فخ اليمين المتطرف و لا اليسار الراديكالية، و يؤكد أن العلاقة بين البلدين قد تجاوزنا بشكل نهائي مسألة الضبابية في التصريحات و المواقف.

المغرب تحمل كامل مسؤوليته اتجاه ما وقع، و تدخل في إطار التزاماته الدولية مع الأمم المتحدة و الاتحاد الاروبي للقيام بما يستلزم لعدم تدفق مهاجرين غير نظاميين لأروبا، هذا الأمر أدى لسقوط ضحايا لا يمكن إلا أن نتأسف على سقوط هذه الأرواح من المهاجرين الغير النظاميين الذين اختارو المغرب كنقطة عبور نحو أروبا.

في معالجة الأمر هناك ثلاث مداخل:

- المدخل الأمني المرتبط بمحاربة الاتجار في البشر، لأن ما حدث و بالشكل المنظم الذي حاول من خلاله هؤلاء المهاجرين اقتحام مدينة مليلية، يؤكد أن الأمر منظم و من وراءه عناصر الجريمة المنظمة التي تتاجر في البشر خاصة في الهجرة الغير الشرعية، و هو ما أكده بنفسه رئيس الحكومة الإسبانية.

- المغرب يبدو أنه مازال في طور استجماع كل العناصر التي أدت لهذا الحادث سواء منه عملية الاقتحام أو سقوط الضحايا.

- هذه الواقعة يجب أن تعيد للواجهة فتح نقاش مغربي-اروبي حول تدبير نقط العبور بين المغرب و إسبانيا و من خلالها أروبا،لأن المغرب لا يمكنه أن يتحمل لوحده مسؤولية تدبير هذه النقط خاصة تلك التي تقع في محيط حيث يتواجد المهاجرين الغير النظاميين بكثرة.

- كلفة محاربة الهجرة الغير النظامية لا يمكن أن يتحملها المغرب لوحده خاصة مع انعكاساتها الأمنية والحقوقية والإنسانية تحت علة التزامات المغرب الدولية، لا يمكن أن يطالب من المغرب محاربة هذه الظاهرة دون دعمه سياسيا وأمنيا و ماليا في هذه الجانب.

- لا أحد سيكون سعيد بوقوع مثل هذه الأحداث خاصة مع ما تخلفه من ضحايا سواء في صفوف المهاجرين الغير النظاميين أو في صفوف الأمن، و هم ضحايا لوضع دولي عام لا يتعلق فقط بالمغرب.