تحليل

المملكة المغربية ونشر قيم السلام ونبذ خطاب الكراهية

خليل البكراوي

لقد أصبح المغرب يلعب دورا رياديا في مكافحة خطاب الكراهة ونبذ العنف والتمييز لأي سبب من الأسباب، وفي المقابل يعمل جاهدا وبشكل حثيث على نشر قيم التسامح والمحبة والتعايش، وإشاعة روح السلام  ما بين الأمم والشعوب.

ففي بداية مطلع هذا الأسبوع اطلعت على خبرين في غاية الأهمية  تصدرا عناوين الصحف والمواقع سواء المغربية منها أو الدولية، فالخبر الأول يتمثل في إعلان الأمم المتحدة يوم 18 يونيو كيوم عالمي لنبذ خطاب الكراهية ومكافحته، وذلك بمبادرة من المملكة المغربية بتاريخ 18 يوليوز 2021، حيث ينظم هذه السنة تحت شعار "دور التعليم في التصدي للأسباب الجذرية لخطاب الكراهية وتعزيز الإدماج وعدم التمييز والسلام".

أما الخبر الثاني، فيتمثل في تقدم المغرب بخمس مراتب في مؤشر السلام العالمي "GLOBAL PEACE INDEX"، التابع لمعهد الاقتصاد والسلام، حيث حل المغرب المركز 74 عالميا من أصل 163 دولة شملتها الدراسة، وهي مرتبة جد متقدمة مع سابقتها.

وسواء تعلق الأمر بالخبر الأول أو الخبر الثاني، فهذا يعكس بجلاء جهود المملكة المغربية في نشر قيم التعايش والتسامح والتراحم والسلم والسلام، ونبذ العنف وخطاب الكراهية والتعصب والتطرف (..)، حيث يولي جلالة الملك محمد السادس عناية خاصة بالمؤسسات التي لها صلة وطيدة بالجانب القيمي والروحي، والسهر عليها، باعتبارها مؤسسات حاضنة  لقيم المواطنة والتربية على السلوك المدني.

وهذا ما أكده الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة عمر هلال الجمعة الماضي، في كلمة له ألقاها في لقاء رفيع المستوى تم تنظيمه بشراكة بين التمثيلية الدائمة للمغرب لدى الأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية ومسؤولية الحماية، للاحتفاء باليوم الدولي الأول لمكافحة خطاب الكراهية.

وأكد عمر هلال وفق تقرير نشرته وكالة المغرب العربي للأنباء "أن المغرب عزز ترسانته التشريعية والمؤسساتية لتوطيد قيم تقبل الآخر والاعتراف المتبادل واحترام الآخر واستبعاد الأفكار المسبقة والصور النمطية والكراهية مع الحفاظ على قيم الإسلام المعتدل، مبرزا في ذات الكلمة أن المغرب، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حرص على الانخراط في جهود مكافحة خطاب الكراهية من خلال مراجعة شاملة لنظام التعليم المغربي، بما في ذلك إصلاح المؤسسات التعليمية الدينية مثل جامعة القرويين ودار الحديث الحسنية وجميع البرامج التربوية الإسلامية". وفق ذات التقرير.

إن المغرب بقيادة أمير المؤمنين الملك محمد السادس، أصبح يلعب دورا طلائعيا في تعزيز قيم التعايش ونشر السلام ليس على مستوى المنطقة العربية فحسب، بل حتى على مستوى الدولي، وهذا مرده بالأساس إلى السياسة الديبلوماسية الدينية للمملكة المغربية، التي أبرزت فعاليتها في التعريف بقيم ديننا الإسلامي الحنيف الكونية مثل قيم التعايش والتسامح والعيش المشترك، وتقبل الغير.

 ويحسب أيضا للمملكة المغربية أنها منخرطة بشكل قوي وفعال في العديد من المبادرات السلمية التي تهدف إلى تسوية النزاعات والحد من الخلاف، وتقريب وجهات النظر ما بين الشعوب المتنازعة، وإصلاح ذات البين بالتي هي أقوم وأحسن.

وفي ديننا الإسلامي الحنيف أن إصلاح ذات البين أفضل درجة من الصلاة  والصيام والصدقة، فعن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنهما قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ قلنا بلى يا رسول الله، قال إصلاح ذات البين، وفساد ذات البين هي الحالقة»، أخرجه أحمد والترمذي وأبو داوود.