قضايا

القطيع وأكباش العيد

إدريس شكري

أصدرت وزارة الفلاحة ( مديرية الإنتاج الحيواني ) بلاغا، لا يمكن وصفه إلا بـ "الذكي" يبعث على الاطمئنان في نفوس المواطنين، لكن لا يقول لهم أي شيء عن أثمان الأكباش المعدة للذبح.

البلاغ لم يتحدث عن "أكباش العيد"، بل عن أسعار الأغنام والماعز في أسواق المواشي، والتي سجل أنها "في نفس مستويات الموسم الفلاحي السابق، خلال نفس هذه الفترة من عيد الاضحى"... و به الإعلام والسلام.

والواقع أن أسعار الأغنام والماعز في الأسواق، هي أقل بكثير من نفس مستويات الموسم الفلاحي الماضي، بل إن قطيع الأغنام والماعز ( وليس الخرفان) لا يجد من يساوم صاحبه حتى حول ثمن البيع، لأن الكسب يقتضي أن يوفر "الكساب" للشاة أو العنزة أو البقرة الكلأ و العلف، وهو أمر صعب في ظل موسم فلاحي اتسم بالجفاف، وأسعار الأعلاف تصعد في السماء.

والأكيد أن أسعار القطيع من الأغنام والماعز والأبقار مرشحة للانخفاض، مع مرور الوقت، بسبب نقص المواد العلفية وتضاعف ثمنها، وكذا قلة "التبن"، الذي يبلغ ثمنه، حاليا، في الحقل 25 درهم للوحدة ( ناهيك عن تكلفة الجمع والشحن والنقل) مقابل 10 دراهم في نفس الفترة من السنة الماضية،

الشيء الوحيد الذي يلقى إقبالا في سوق المواشي هو القطيع المعد للذبح، وكما يقول المثل الشعبي:" لمليح بثمنو"، أما الباقي فلا يريده أحد، وحتى الكساب يفكر في التخلص منه أو تقليص عدد رؤوسه على الأقل من دون أن يجد الثمن المناسب.

بلاغ وزارة الفلاحة يقول الحقيقة: القطيع متوفر، لكنه لا يتحدث عن القطيع المعد للذبح والجودة وما إلى ذلك...

فليس كل القطيع يصلح أضحية للعيد بالشروط التي تتطلبها المناسبة، أما "الأكباش"، فالحقيقة هي ما يتتبع المواطن عن مواقع التواصل الاجتماعي من "أوديوهات وفيديوهات".