لا تستطيع الحكومة ( اية حكومة) إقناع المواطن بما هو ليس فيه، مهما أصرت على تسمية الاشياء بغير مسمياتها الحقيقية.
وقد يلجأ بعض الوزراء، سامحهم الله إلى أسلوب: " الكذوب مزوق: طاحت القرعة وبقا الزيت امعلق"، ويبدو أن هذه المادة قد تعلقت بالفعل، وأصبحت بعيدة المنال عن جيوب المواطنين.
هذا ما حدث لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي ( حزب الاصالة والمعاصرة) التي خرجت عبر القناة الاولى لتقول لنا، أن الارتفاع الذي يوصف في بعض الصحف بأنه ارتفاع مهول مرتبط بالسوق الدولي، و ليس هو العامل الذي يؤثر على القدرة الشرائية للمواطنين.
كما يقول المثل الشعبي:" اللسان ما فيه عظم"، و من حق وزيرة أن تصم آذانها على كل صرخات المواطنين و المهنيين، و أن تتجاهل حتى بلاغ الامانة العامة للحزب الذي استوزرت باسمه، الذي أومأ لارتفاع أ سعار المواد الطاقية، و دعا الى حماية القدرة الشرائية، اللهم إلا إذا كانت لا تحضر اجتماعات هيئة انضمت لمكتبها السياسي.
مثل هذا الكلام، لا يقنع المواطن، و إنما يرفع نسبة السكر و الضغط في دمه، لأنه يحاول أن يضلله ويستغبيه أو كما يقال:" يريد حجب الشمس بالغربال".
وفي هذه الأيام الاخيرة، ازدهر تسويق كلام ( لا أقول خطابا، لأن الخطاب يحكمه المنطق والإقناع) يبرر الزيادة في أسعار المحروقات أو يجتهد في تفسيرها، وحتى عندما أعلنت الجمعية الوطنية للنقل و اللوجستيك عن الزيادة ب 20 في المائة في أسعار النقل، قبل ان تعلقه، فإن ذلك، ربما، لم يكن بسبب ارتفاع سعر الكازوال، كما جاء في البلاغ، ولكن بسبب الحالة الميكانيكية للعربات ( والله أعلم)
وقد نسمع مستقبلا من يربط الزيادة في أسعار تذاكر الطوبيس وحالة الطرق، كما يحدث في بعض الجرائد الالكترونية، و التي تجندت للدفاع وتبرير الزيادة عوض الوقوف إلى جانب المواطن، في لعبة سمجة، لن تنطلي على القارىء.
و على رأي المثل:" لي تتشطح ما تتغطيش وجهها"، غير أن الرقص فن، و أنواع، و مدارس، لعل أسوأها، رقصة الديك المذبوح.