على باب الله

إلى الحب لصق حركو بالمعلق

المصطفى كنيت

شهر العسل، الذي استمر أكثر من مائة يوم، قد ينتهي، في أية لحظة، ولن تصمد عبارات الود والمجاملة، بعدما بدأ الجفاف يؤثر على أغصان باقات الورد، التي تبادلها التحالف الثلاثي بالأحضان والقبلات، التي شرعت أوراقها في الذبول.

الجفاف وارتفاع أسعار المحروقات ( التي سمها بلاغ حزب الأصالة والمعاصرة) بالمواد الطاقية من باب "الصواب"، وما يترتب عنهما من مآسي اقتصادية واجتماعية، قد تعجل بظهور بوادر الاختلاف، وربما الخلاف، في تدبير الشأن العام.

و لن يكفي ترديد الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن الحكومة تتابع موضوع تأخر التساقطات المطرية بـ "الجدية المطلوبة”، و”ستطلق في هذا الصدد مجموعة من المبادرات قريبا"، وهو منطق يراهن على ربح الوقت لا أقل ولا أكثر، والجدية وحدها لا توفر الخبر للناس والعلف للبهائم والمحروقات للعربات.

لقد دعا "البام" إلى عقد اجتماع للأغلبية، عبر بلاغ رسمي للرأي العام صادر عن الأمانة العامة، وكأن باقي القنوات قد أغلقت، و الأبواب أوصدت، تماما كما قد يحدث للقلب حين تتراكم في عروقه الشحوم، فيبدأ الجسم يشعر بالاختناق، ورغم أن مائة يوم لا تكفي لتهدد حياة إنسان، فإنها تبدو كافية لهدم بنيان تحالف، خاصة وأن أطرافه لا تكن لبعضها البعض أي ود، لكن السياق جعلها تبسط اليد، قبل أن تتذكر الآية القرانية الكريمة:" كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه".

وإذا كان من شيء سيفجر الأغلبية فهو هذا الماء، فها هو الغيث ينحبس، والأحواض المائية تجف، والمزروعات تيبس، والأسعار تلتهب، من دون أن توفر الحكومة المياه اللازمة لا لإطفاء هذه النار، بل لري النباتات وسقي العطشى.

ولا شك أن المغاربة يتذكرون ما جاد به لسان عبداللطيف وهبي في حق أخنوش من "اتهامات"، قبل الانتخابات، و البلاغ المشترك مع نزار بركة و نبيل بنعبدالله حول ضرورة أن تعيد شركات المحروقات الثلاث 17 مليار درهم إلى خزينة الدولة.

غير أن الرجلين تحبا في الحكومة، رغم أن الحب، كما كتب الروائي حيدر حيدر:" في وليمة لأعشاب البحر"، " مجرد آنية في مطبخ، وقد يكون أكثر الآواني قابلية للصدأ".

ولم يلتف الكثير من المغاربة إلى "عيد الحب"، بفعل الأسعار الذي ضربت أطنابها في كل المواد، و لقد مات فيهم حب الحكومة، وقد تضطر إلى تحريكه، وكما جاء في العيطة:" إلى الحب لصق حركو بالمعلق"، إلا أنه لم يعد يحتاج إلى تحريك، لأن الطجين، مع كامل الأسف، احترق.