رأي

عبد العزيز كوكاس: أثرياء الصحافة وفقراؤها

أثار وزير الميزانية فوزي لقجع قضية الدعم الذي تقدمه الدولة للصحافة الذي شبهه بالسيروم، والحقيقة أن فيما قاله لقجع بعض من الحقيقة لكنه مغلف بالكثير من الحس التقنوقراطي/المقاولاتي حتى في النظر إلى مجال مخصوص هو الإعلام الذي يقدم خدمة نوعية للمجتمع، لكن ما لا يطرح ضمنيا هو من استفاد من دعم الدولة للصحافة، هل الصحافة ذاتها والصحافيين أم فقط أرباب المقاولات الصحافية، لقد كان عقد البرنامج خطوة إيجابية، لكن أبرز مرور الزمن الكثير من عيوبه، إذا قمنا بمعاينة لوضع الصحافة والصحافيين اليوم سنجد أن الدعم ولّد أثرياء وفقراء الصحافة المكتوبة، والورقية خاصة، أثرياء الصحافة شيدوا لأنفسهم من أموال الدعم العمومي للمقاولات الصحافية فيلات فخمة في الأحياء الراقية وسيارات فارهة اصبحوا يغيرونها كما يغيرون جواربهم، وما شئت من أشكال التّبراع في السفر والعطل والفنادق ذات الخمس نجوم مع الحور العين، وبعضهم أصبح يمارس رياضة التنس والغولف وركوب الخيل... في المقابل ظل الصحافيون يعيشون في خطوط الفقر المذقع، ومنهم من لا يتمتع بالتقاعد ولا بالتعويض عن المرض ولا زيادة في الأجر يوازي التطور الذي حصل في العديد من المقاولات الصحافية قبل أن يخسف بها تراجع القراء وما حملته كورونا معها من شبه إبادة للصحافة الورقية خاصة، وهذا أصل الداء حتى أننا وجدنا مقاولات ظلت تتلقى الدعم باستمرار دون أن تنجح في الانتقال إلى مقاولة حقيقية بتدبير اقتصادي ناجع ومرن لمواجهة التحديات التي يطرحها السوق..