على باب الله

الله يجعل البركة

المصظفى كنيت

ليس لدى الحكومة ما تقدمه، فقد كانت "ذكية" حين توقعت نسبة نمو لا تزيد عن 3.2 في المائة برسم مشروع القانون المالي 2022، و هي نسبة قد تنقص او تزيد، لكن الزيادة في ظل توقعات موسم فلاحي غير محسومة النتائج " من راس لحمق" ( كما يقول المثل)، و أسعار نفط  ترتفع وتنخفض، حسب مزاج السوق، و انتعاش اقتصادي قد يعيده متحور "اوميكرون" الى درجة الصفر، مع ما قد يصاحب دخوله البلاد من انتكاسة صحية، في ظل استمرار 4.5 مواطنة و مواطن في رفض التلقيح، و عزوف مئات الآلاف عن تلقي الجرعة الثالثة منه...

 كل هذه المؤشرات، تحد من " تألق" الفريق الحكومي، في تحقيق ما وعد به التحالف الثلاثي، و تجعل ناطقها الرسمي ( الذي لا ينطق بشيء) يبشر، فقط،  بإمكانية العودة إلى توقيت غرنيتش، وهو يتمرس عن الكلام، في ندوة، بلا طعم ولا ذوق، رغم ما يضفي عليها ـ أحيانا ـ حضور بعض الوزراء من توابل ونكه، لا يجيد تذوقها صاحب اللسان.

غير أن وزير العدل يرفض أن يشم رائحة الطعام في المحاكم، بعد أن تخلص من وضع "الكمامة" على فمه ولسانه، من دون أن تفكر الوزارة في توفير مقاصف، و هكذا  دواليك... إلى أن دخل رئيس الحكومة السابق، سعد العثماني على الخط، متهما الحكومة الجديدة ب" سرقة" أطباق الحكومة القديمة.

و لا شك ان السرقات ستتعدد، بالنسبة للذين لا يؤمنون باستمرارية المرفق العام، و ان الحكومات بمثابة حلقات في سلسلة تدبير الشأن العام.

و أصل الحكاية أن الحكومة الحالية، على ما يبدو،  سطت على مشروع البرنامج الوطني للتزويد بالماء ومياه السقي، و أرادت أن تنسبه لنفسها رغم أن وزراءها  لم  يسخنوا بعد مقاعدهم،  وأغلبهم لا يزال تائها بين الممرات، بعد الهيكلة الجديدة، التي شملت أغلب القطاعات، باستثناء وزارة الفلاحة و الصيد البحري و التنمية القروية و المياه و الغابات، التي احتفظت بنفس الاسم و نفس الاختصاصات..

و لا يتيح ما مر من عمر الحكومة لها صياغة مشروع جديد، و لا إلقاء المشروع القديم في سلة المهملات، و لا شك أنها استفادت من الملاحظات على مشروع عمارة و عدلت ما ينبغي تعديله في مشروع نزار.

هذا هو المنطق، فحكومة أخنوش، لن تصنع أي فرق، و لن تكون "علامة فارقة"، فهذا مجرد كلام،  لأن رئيس الحكومة نفسه ظل وزيرا  في ثلاث حكومات متعاقبة قبل أن يصل لهذا الموقع، و يعرف كيف تدور رحى أي مشروع.

و يحكى أن أبا يعزى يلنور ( مولاي بوعزة)  كان تلميذا عند أبي شعيب السارية ( مولاي بوشعيب الرداد) و يخدمه، فدخل عليه يوما و هو يطحن الحبوب في الرحى، وكانت الرحى تدور لوحدها، فأمره أن ينصرف لحال سبيله، فلما سأله مولاي بوعزة، رد عليه:" بركتك أصبحت اكبر من بركتي".

 وهاهي بركة نزار، مستعينا بجده مولاي عبد السلام بنمشيش، تغلب بركة عمارة، لكن لفقيه سوس رأي آخر، ونرجو من الله أن ينزل على عباده وبهيمته الماء مدرارا، ويسقيهم من الغيث ما يعفي الحكومات من تبادل الاتهامات.