على باب الله

دابا نسقيك ألكامون

المصظفى كنيت

لا تحتاج الأغلبية إلى تقديم أجوبة عن كل القضايا التي التزمت بها خلال الحملة الانتخابية أو تلك التي قدمتها في البرنامج الحكومي، فهي ليست بحاجة إلى ذلك أبدا، وكما يقول المثل الشعبي:" النهار تيبان من صباحو"، وصباح التحالف الثلاثي لم يكن بدرا بل كان ضبابا كثيفا يحجب الرؤية، ويتسبب في الكثير من حوادث السير واقاكم الله من شرها.

و وسط هذا الضباب ضربت موجه من الارتفاعات أسعار العديد من المواد الغذائية من سميد ودقيق وزيت وأعلاف وبذور مختارة وأسمدة، في انتظار الضريبة الموعودة على "الإلكترو ميناجر" بدءا من رأس السنة ما سيجعل من شراء "تلفزة" أو "ثلاجة" أو " آلة غسيل" أمر مستعصيا، دون  نسيان السجائر والخمور والمحروقات في محطات توزيع البنزين، التي لا تزال تواصل الارتفاع، في غفلة من الجميع، وحتى تلك النشرة التي كان تشعر المواطن بالأثمان كل شهر ( في إطار المقايسة) اختفت من قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء.

و لسنا بحاجة إلى من يقول لنا إن الأسعار مستقرة... خاصة غاز البوطان والسكر والدقيق ( ليس كل الدقيق بل فقط الدقيق المدعم الذي لا تستفيد منه الفئات المخصص لها، بل لا تعلم بوجوده، فبالأحرى كيف توزع حصصه على محتكري هذه المادة)، فهذه المواد مدعومة قبل أن تأتي هذه الحكومة بعقود، و لربما تفكر حكومتنا الموقرة في رفع الدعم عنها بمجرد تنزيل السجل الاجتماعي، الذي من حسن الحظ، أنه ليس مشروعا حكوميا.

و لم ير المواطن المسكين من هذه الحكومة المزهوة بتحالفها الهش سوى ما يرفع ضغط الدم، وليس ما يروح عن النفس، فقد أقبر مشروع القانون المالي طموح الاساتذة المتعاقدين والمتقاعدين والموظفين حاملي الدكتورة والأطباء، وفئات عريضة من المجتمع كانت تنتظر حصتها من الوعود.

و نتمنى أن تلتزم الحكومة بوعودها، ف "وعد الحر دين عليه"، وأن لا تستمر في تكرار نفس الكلام قبل الانتخابات وبعدها متسلحة بجهاز من الكلام المعسول، وأن لا تتعامل مع المواطنين بمنطق:" دابا نسقيك أكامون".