مجتمع وحوداث

السيد "الإضراب عن الطعام" يقرر "الإضراب عن المعطي منجيب" وإنهاء "الحكرة"

عبد العزيز المنيعي

المعطي منجيب والإضراب عن الطعام، كلاهما أصبحا في حالة تلازم وحالة من التماهي التي قل نظيرها حتى بين عشاق الأساطير الرومانسية، مثلا قيس وليلى وروميو وجولييت وحتى زهور وقدور في المغرب.

حالة العشق التي أبان عنها "المؤرخ" المزعوم، للكائن الذي بات حيا بيننا والمسمى "الإضراب عن الطعام"، أصبحت حديث القريب والبعيد، كما أصبحت وصمة "غباء" بعد أن كانت شارة نصر لدى المناضلين الحقيقيين.

لكن الحقيقة التي يجب تداركها، أن السيد "الإضراب عن الطعام" عيل صبره وفقد الكثير من احترامه لنفسه بعد أن صار "جفّافا" يمسح فيه منجيب "صباطه" المتسخ بوحل أموال "السخافة الاستقصائية"، ووحل "الفيرمات" المترامية أطرافها بين الرباط وسيدي سليمان أو بن سليمان المهم أنها تعود له بأسماء مختلفة..

لذك من جهتنا، نعلن تضامننا المطلق وغير المشروط مع السيد "الإضراب عن الطعام" إن هو قرر الإضراب عن "المعطي منجيب"، هذا من حقه وحرية التعبير مكفولة في المغرب ولا احد يمنع احد من نشر تدوينة وصورة والإدعاء بأنه تم منعه من السفر ظلما وعدوانا، رغم أنه يعرف أنه متابع في قضية تبييض اموال واختلاس بالملايين "الصحيحة".

المعطي منجيب الذي قرر إنهاك "الإضراب عن الطعام" مرة اخرى، وخوضه صوريا طبعا، حمل نفسه وقصد مطار الرباط سلا وأراد السفر... سبحان الله... وحده منجيب يقدم على ذلك وهو يعرف أن القضية لم تغلق والحكم لم يصدر بعد وان القانون واضح في ذلك، لكنه طبعا يصر على أن يظهر امام مدعميه ومسوقي اطروحته الفاسدة على أنه قيد المنع والحرمان وما إلى ذلك من تأويل الاحلام وتفسيرات "التأريخ" المتأخر عن الحقيقة بملايير السنين والعقود بل حتى القرون..

لا داعي طبعا للتذكير أن المعطي منجيب هو في وسط زوبعة قانونية، ويتابع امام القضاء بتهم ثقيلة جدا، اكدت التحقيقات ضلوعه فيها بالحجة والدليل وبالأرقام والأرصدة والأملاك والعقارات والأراضي والاطيان... لا داعي للتذكير، فالكل يعلم أن هذا الرجل يحب كثيرا المال حبا جما وفداه بعمره وخصص له اكتشافات عجيبة مثل "الصحافة الاستقصائية" ومركز "تحليل" المال وتبييض الذمم..

وفي هذا السياق، جادت علينا الكاتبة لبنى احمد لجود، بتدوينة فصيحة وبليغة ودالة جدا، اختارت لها عنوان "مغامرات المعطي منجيب"، والذي يكفي ما سلف وما لحق.

وفي ما يلي ننشر نص التدوينة التي عممتها لبنى أحمد لجو على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:

"استيقظ معطي منجب هذا الصباح ، فقرر فجأة أنه يحتاج للعلاج ، والعلاج العجيب المعقد  الوحيد يتواجد بفرنسا  !

قد نظن أن سبب هذا القرار المفاجئ هو وعكة صحية ، لكننا رأيناه عبر مقطع مصور يتحدث بكل طلاقة و أريحية .

و قد نظن أنه قد زاره في منامه شيخ بطاقية، ألزمه بضرورة السفر كي يضع شموعا أو يذبح قربانا لطرد لعنته الحالية !

و لعلها مكالمة هاتفية أخبرته بضرورة السير في مجريات دعوى قضائية دولية .

لا نعلم حقيقة ما وقع لعزيزنا المعطي ، كي يقرر فجأة أن يوضب حقيبته و يلبس كوستيمه الكاكي و يتوجه إلى مطار الرباط-سلا حيث لاقى رفاقه ، و صور مقطعا مصورا يحدثنا من خلاله عن ضرورة سفره لفرنسا و عن أمراضه و ترياقه السحري ، الذي لا يوجد بالمغرب و لا يدخل إليه ، لا جوا و لا برا و لا بحرا ،  و هي وصفة سحرية لا يلمسها إنس و لا جان ...  و إلا لكان  أحضرها محاميه الفرنسي الذي هل علينا منذ بضعة أيام ،  ليتحفنا بقصيدة نثرية حول الديمقراطية و الحقوق و الحريات ، و لينتقد نظامنا و يهددنا في عقر دارنا بالضغط ، مشهرا جنسية المعطي الفرنسية !

يعلم معطي منجب و رفاقه تمام العلم و يعرفون تمام المعرفة أن المعطي ممنوع من السفر بأمر قضائي ، لا دخل للأجهزة الأمنية به أو فيه ، و إن كان قد أخبر قاضي التحقيق في وقت سابق بضرورة سفره ... فهل حظي بالموافقة على ذلك ؟ 

و قد سحب منه جواز سفره المغربي ، فقام باستصدار جواز سفر فرنسي ، ظنا منه أن قرار منعه من مغادرة التراب الوطني  مرتبط بلون جواز السفر !

فهل هو غباء أم هو إستغباء ... لنا أن نتسائل !!

بعض وقت قصير ، أتحفنا المعطي منجب بفيديو مصور آخر ، يتكلم من خلاله عن صدمته ، و يشهد الطيور و الطبيعة و فراشات الحقول على أنه يتعرض للتضييق ، و أن حالته الصحية حرجة و أنه يجب أن يستفيد من تغطية زوجته الصحية ، و أن حالته المادية ضعيفة و أن الدولة لم تترك له شيئا إذ حجزت كل ما يملك .

و هنا لنا أن نسأل المعطي :

واااااا سي المعطي ... لم لا تأتي زوجتك لعندك ؟

لما لا ترسل لك المال الذي يلزمك ؟

لما لا ترسل لك دوائك ؟

لم تريد أن تكون إستثناء ، فتصنع لنا زوبعة في فنجان ؟

هل هو ملل أم هو سعار ؟ أم هو اغتنام لبروز استئناف قضية سليمان الريسوني ، التي لم تعد تشفي غليلك ، إذ   حضر هذا الأخير إلى محاكمته بعد أن اهتدى لصوت العقل بعيدا عن ما قمت ببثه من أفكار سامة كادت أن تؤدي به إلى نهايته ، إذ اعتبرك مثالا ... و أي مثال !

و لأنك لم تعد تستفيد من مضمون القضية ، فقد كان لزاما عليك أن تستفيد على الأقل من توقيتها !

فيا أيها المعطي ... أنت متابع قضائيا بالمغرب و ستحاكم بالمغرب ، و قد قال القضاء كلمته بالنسبة لمنعك من مغادرة التراب الوطني ، و لتكن فرنسيا أو برتقيزيا فأنت تحمل جنسية مغربية هي التي صنعت أهميتك بالنسبة لمن يحاولون استعمالك ضد وطنك ، و هو استعمال مؤدى عنه و الدليل هو ملايين الدراهم التي مولت بها شرائك لأملاكك التي أضحت الآن محجوزة بقوة القضاء .

و لأنك مغربي فسيسري عليك ما يسري على عموم الشعب و هو تطبيق للقانون بعيدا عن السياسة و الساسة و التسييس.

أما في ما يتعلق بإضرابك عن الطعام ، فلك الحق في تجويع نفسك أو تسمينها ، و لعله خير ، فالصيام صحة و لعله يكون علاجك فتقوم صحيحا معافى !

 وآخر القول :

لا  إستثناء موجود ولا ضغط مقبول ... وما يدوم غير المعقول !!"