على باب الله

"لهروب في التيساع رجلة"... هل يصبح العناق مجرد ذكرى

المصطفى كنيت

اعلن عبد اللطيف وهبي، الامين العام لحزب الاصالة والمعاصرة،  رفضه للاستوزار، بعد ان كان متحمسا لهذا المنصب، تجاوبا مع بلاغ المجلس الوطني الذي اراد فرض اسمه على رئيس الحكومة المكلف، عزيز أخنوش، خارج اعراف المشاورات.

ولم يصدر عن أخنوش اي رد فعل إلى ان خرج وهبي نفسه ناعيا الحقيبة الوزارية، و تبعته فاطمة الزهراء المنصوري، التي رفضت  بدورها تحمل المسؤولية الحكومية، التي عرضت عليها ( والعهدة على الرواة).

ويبدو ان الامر لا يتعلق برفض الاستوزار، بل بمجرد إبداء رغبة في سحب الاسم من لائحة الاقتراح، ان كان وجد طريقه لها اصلا.

وعلى رأي المثل الشعبي: " لهروب في التيساع رجلة"، و قد اختار وهبي العمل بهذا المنطق، وجر معه المنصوري اذا صح ما نشر حول هذا الأمر.

وما يثير الاستغراب في هذا القرار، هو انسحاب الثنائي الذي قاد المشاورات مع أخنوش او خروجه او اقصاءه من السباق.

ولا اظن ان وهبي تعمد تخييب ظن المجلس الوطني فيه، ولا المنصوري أيضا، و لكن سياق المشاورات، و"صرامة" اخنوش في التعامل مع "رغبات" البام، قد اعادت الامور الى نصابها، و حدت من الاندفاع و الحماس، و قد تجعل من ذلك "العناق" يوم إعلان التحالف مجرد ذكرى.

كما لا اظن ان وهبي يملك الشجاعة لـ "رضخ" الباب في وجه أخنوش، و لا الاخير  قد يدفعه الى الخروج، فثمة توافقات تجري حول الاقتراحات، قد تحفظ لـ "الجرار" ماء الوجه، ليبقى في صفوف تحالف الأغلبية، و توفر  لاخنوش "البروفايلات" التي تحتاجها حكومة على رقبتها الكثير من الالتزامات.