سياسة واقتصاد

عمودية الرباط في مرمى المقربين

عبد العزيز المنيعي

تصاعدت بشكل مثير وخطير الخلافات بين المتنافسين على منصب عمدة الرباط، وتسببت الاتهامات بتفجير جلسة الانتخاب وتأجيلها إلى موعد لاحق.

و قالت مرشحة حزب التجمع الوطني للاحرار أسماء غلالو: "الاتحاد الاشتراكي إلى مزبلة التاريخ"، ومن جهته وصف مرشح الاتحاد الاشتراكي حسن لشكر أنصار الحمامة ب "بلطجية"..

طبعا الوصول إلى مثل هذه الخلافات امر عادي جدا، خاصة في ظل منافسة يجب أن تكون ديمقراطية دون استعمال الضرب من تحت الحزام، أو اللجوء إلى اساليب غير أخلاقية، والإشارة هنا إلى ما صرحت به مستشارة عن الاحرار من كونها تعرضت للتهديد بالقتل والخطف من منزلها... وهو الامر الذي يحتاج إلى تحقيق، كما يحتاج إلى الحياد من طرف المتتبعين للشأن المحلي الرباطي.

وبعيدا عن المشاحنات التي بلغت مداها الاثنين، نقترب ولو قليلا من بروفايلات المرشحين لمنصب عمدة الرباط، ونطرق باب الكفاءة التي لا نشكك في توفرهما معا عليها، لكن في المقابل تقف اللافتة الأسرية كحاجز امام ذلك.

بكل تأكيد لا يمكن أن ننفي الكفاءة عن أسماء غلالو، لكن الدفع بها من طرف زوجها سعد بنمبارك الذي يشغل منصب المنسق الجهوي للأحرار بجهة الرباط، سلا، القنيطرة، يفتح شهية السؤال على الكثير من النهم لمعرفة الاسباب وراء ذلك، وهل يمكن تصنيف هذا الترشيح في خانة المكافأة الأسرية للزوجة بمنصب انتدابي عمومي..

الشيء نفسه يقال على ترشيح حسن لشكر نجل الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر، والأسئلة نفسها تطرح لكن بشكل أكثر حدة، عندما تنتصب رغبة الأب في رؤية ابنه عمدة للعاصمة..

قد يكون المنصب قد فرق بين اغلالو ولشكر، لكن وحدهما الانتماء إلى نفس فئة المرضيين سواء من طرف الزوج أو الوالد، وهو الرضى الذي يساوي منصبا أصبح لا يقاس بمسؤولياته لدى البعض بل ببهرجته فقط وفخامته ووجاهته وما إلى ذلك من قشور الانتداب الذي يجب أن يكون مسؤولية وليس نوعا من "البريستيج"..

و مادام الشيء بالشيء يذكر فعمدة العاصمة الاقتصادية نالت المنصب بعد التوافق والتنسيق والتحالف، ومنحت النيابة لزوجها الذي هو السند والظهر الذي اوصلها للمنصب..

خلاصة القول، اننا امام منافسة حول "البريستيج" والفخامة الوجاهة الاجتماعية، وليس امام منافسة حول تحمل المسؤولية وتنفيذ برنامج تنموي..