صحة وعلوم

خبراء مغاربة يحذرون من ظهور سلالات جديدة عصية على التلقيح بإفريقيا

كفى بريس

حذر مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط، من تطور طفرات متحور فيروس كورونا إفريقيا، مشددا على أن الخطر لا زال يداهم القارة بشكل متصاعد ما ينذر بتفاقم الوضع.

ونبه المختبر في بحث ساهم فيه ونشر بمجلة Science الذائعة الصيت، إلى أن هذا التطور من شأنه أن يتسبب في انفلات وبائي يؤدي إلى ظهور سلالات جديدة من فيروسات “مو” و”س1.2″، العصية عن التطعيم.

ويتناول هذا البحث، الذي ساهم فيه المختبر مع عدد من الفرق المغربية في تحليل وفك شفرة المئات من فيروسات كوفيد-19 الإفريقية، والمنشور في 9 شتنبر الجاري على بوابة المجلة العلمية المرموقة، تحليل معطيات المراقبة الجينومية لـلفيروس في إفريقيا خلال السنة الأولى من الوباء. 

وهذا ما يكشف أن المرحلة الأولى من الوباء كانت ناجمة عن حالات واردة من خارج إفريقيا، وتضمنت انتشارًا محدودًا للفيروس، بينما كانت المرحلة الثانية الأكثر فتكًا والتي غذاها الانتقال المستمر داخل القارة الشيء الذي أفضى إلى ظهور العديد من المتغيرات المثيرة للقلق.

وفي تعليق لهما عن هذا البحث الذي ساهما فيه، يقول البروفيسور عزالدين إبراهيمي والبروفيسور لحسن بليمني أن النتائج تسلط الضوء على أنه لا ينبغي ترك إفريقيا متأخرة عن المواجهة العالمية للوباء وإلا يمكن أن تصبح أرضًا خصبة للمتحورات الجديدة. وهكذا فقد لوحظ وطوال الجائحة، أن إفريقيا لا تمثل إلا نسبة قليلة من الحالات والوفيات المصرح عنها عالميا. ومع ذلك، فإن البيانات الناشئة من مسوحات الانتشار المصلي ودراسات تشريح الجثث في بعض البلدان الإفريقية تشير إلى أن العدد الحقيقي للعدوى والوفيات قد يكون أعلى من المعبر عنه.

ويقول الباحثان من مختبر البيوتكنولوجيا، أن المراقبة الجينومية كانت في طليعة الاهتمامات محليا وكذلك إفريقيا بإنشاء هذا التحالف القاري لمواجهة الجائحة، وفي هذه الدراسة قام الباحثون الإفريقيون بتحليل وراثي وجينومي والتطور الجغرافي لمجموعة بيانات لآلاف الجينومات الإفريقية والتي تم تجميعها من 33 بلد خلال العام الحالي 2021. ويشير هذا التحليل إلى تغير نمط انتشار الفيروس إلى إفريقيا وداخلها على مدار عام 2020. فقد كان سبب تفشي المرض في إفريقيا في تلك السنة من خلال حالات وافدة، معظمها من أوروبا، ولكن مع تطور الوباء، ظهر أن دولا إفريقية خاصة جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا أصبحت مصادرا رئيسية لوصول الفيروس إلى دول أفريقية أخرى.

ويوضح البروفيسور إبراهيمي وبليمني في تقريرهما، ان تحليلات البحث تبين أن عدد حالات الإصابة في البلدان الإفريقية كانت على الأرجح أكبر بأضعاف مما تم الإبلاغ عنه وأن موجات الوباء الأخرى كانت أكثر حدة مؤدية إلى ظهور سلالات سريعة العدوى والتي انتشرت في إفريقيا.

ويؤكد الخبيران، على أنه “إذا لم تتم السيطرة على الوباء في إفريقيا، فقد نرى “إنتاج” وظهور سلالات جديدة ك “مو” و “س.1.2” والتي يمكن أن تهرب من الاستجابة للقاحات مما قد يؤدي إلى جائحة أن تدوم لسنين وتخلف المزيد من الضحايا وبشكل كبير بين سكان إفريقيا وفي جميع أنحاء العالم.

يذكر أن مختبر البيوتكنولجيا بالرباط، ومن خلال المشروع الوطني جينوما الممول من طرف وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي، انخرط ومنذ بداية الجائحة في مشاريع كثيرة في ميدان الكوفيد-19 كللت بنشر أكثر من عشرين مقالا في العديد من المجلات الدولية المحكمة وفي التصنيف الأول.

كما تمكن المختبر من فك شفرة الفيروس الأصلي الذي وصل للمغرب في شهر مارس من عام 2020 ومقارنتها بالجينوم المرجعي ليوهان والقيام بمسح وطني جينومي لأكثر من 300 جينوم خلال مدة الجائحة.

وقد مكنت هذه الأبحاث من تحديد خاصيات السلالات السائدة في المغرب من د614 وألفا إلى دلتا وقرنها بالموجات المتتابعة التي عرفها المغرب من أجل أخذ التدابير الناجعة في مواجهة الجائحة.