على باب الله

صورة حكومة..

المصطفى كنيت

تحمل تصريحات زعماء الاحزاب السياسية، بعد الجولة الاولى من المشاورات، التي دشنها رئيس الحكومة المكلف، عزيز اخنوش، رئيس الحزب الذي تصدر الانتخابات، ملامح تحالف الاغلبية القادمة التي ستتقاسم المسؤولية الحكومية والحقائب الوزارية ايضا.

باستثناء نزار بركة الامين العام لحزب الاستقلال، الذي تكلم عن عرض سيخضع للدراسة في برلمان الحزب ( المجلس الوطني) لم يصدر عن الباقين ما يدل على انهم تلقوا من الاشارات ما يمنح لهم يقين المشاركة في الائتلاف القادم، فقد تحدث إدريس لشكر، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي عن "الاستعداد لمواصلة التعاون مع (الحمامة)"، و اعلن محمد ساجد، الامين العام للاتحاد الدستوي:" مستعدون للمشاركة"، و هما حليفا التجمع الوطني للأحرار، على الاقل منذ 2016.

والحزبان مطمئنان لحجز مقعديهما ضمن التشكيلة القادمة،  وأخنوش مرتاح لحليفيه لأنه لن يجد معهما صعوبة في إسنادهما  الحقائب التي تلائم حجميهما في صناديق الاقتراع، انتهى الكلام، تماما كما انتهى حزب بنكيران، صاحب هذه العبارة.

اما عبد اللطيف وهبي، الامين العام لحزب الاصالة و المعاصرة، فقد اعترف ان اللقاء اكتفى بتبادل الأفكار، ما يعني ان أخنوش لم يقدم له عرضا، وان المفاوضات لم تتجاوز جس النبض، و هذا امر طبيعي بالنظر الى ان "البام" كان خصما لذوذا ليس في السباق في صناديق الاقتراع من اجل الظفر بالمرتبة الاولى، و لكنه خاض قبل هذا السباق حربا شرسة من اجل "تشويه" صورة الحمامة، استعمل خلالها كل الوسائل التي خرجت احيانا عن حدود اللباقة و اللياقة التي تقتضيها المعارك الاستثنائية بل  بسط كفيه الى حزب العدالة و التنمية، الذي عصفت به إرادة الناخبين.

تصريح امحند العنصر يظهر نوعا من الندية في المشاورات، فقد صرح انه قدم له بدوره تصوره للحكومة، و ما يهم هو صالح المغرب، و هو بذلك ترك الباب مفتوحا امام المشاركة والمعارضة، ليترك لحزبه مساحة للمناورة، و يجنب نفسه ضغط الراغبين في الاستوزار.

عموما المشاورات، عادة، ما تتأسس على الأخذ و الرد، و تناقش في الأخير كل الحزئيات، حتى تكتمل صورة الفريق الحكومي، القادر على تنزيل الاوراش الملكية.