قضايا

وهبي يقود المشاورات لحزب بدون مكتب سياسي

المصطفى كنيت

لأول مرة منذ انتخاب عبد اللطيف وهبي  أمينا عاما لحزب الأصالة و المعاصرة في فبراير 2020، يدعو " التراكتور" إلى عقد دورة استثنائية للمجلس الوطني، ليس من أجل انتخاب مكتب سياسي، و استكمال بناء هياكله، و لكن من أجل المصادقة على قرار المشاركة في الحكومة، وهو قرار جاهز لا غبار عليه.

والواقع أن " البام" ظل خائفا من دعوة مجلسه الوطني للاجتماع، ليس بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة " كورونا"، و لكن  بسبب  الشروخ التي خلفها المؤتمر في جدار تماسك الحزب، و خشية أن يتصدع ما تبقى من هذا الحائط.

و هكذا دبر  وهبي المرحلة بدون مكتب سياسي منتخب بل بأعضاء في المكتب السياسي بالصفة، رغم ان هؤلاء ينبغي أن يعينهم المكتب السياسي و ليس وهبي، و الذي لم ينتخب إلى حدود تاريخ انطلاق مشاورات تشكيل الحكومة.

و هذا خلل كبير في تدبير وهبي للحزب، تم " التغاضي" عليه بعد المصالحة مع فاطمة الزهراء المنصوري، رئيسة المجلس، التي ظلت على خلاف مع تدبير وهبي.

و هكذا يريد البام تضميد " جراحه" وتأسيس مرحلة جديدة على أساس المشاركة في الحكومة، التي تنظر لها بعض الأحزاب كغنيمة، تتم في إطارها الترضيات و التسويات، و تكبر المطامح و المصالح، و يظهر خلالها حتى من أصبح نسيا منسيا، و يمد يده لينال لقمة من هذه المائدة، التي لم تنزل من السماء أو على الأقل كي يلحس بأصبعه ما يتبقى من صحون الدواوين الوزارية.

النزاهة الفكرية تقتضي أن ينتخب المجلس الوطني لحزب الأصالة و المعاصرة مكتبا سياسيا لاستكمال بناء هياكله أولا، حتى لا تخضع  المشاورات لرغبة شخص او شخصين بل لقرار جهاز ذي مشروعية.