تحليل

"فقهاء" الأوبئة و"الجايحة"

عبد العزيز المنيعي

من التدوينات المثيرة للشفقة، والتي تؤكد ان تجار الدين يستغلون حتى "الجايحة" من اجل الترويج لبضاعتهم، ما نشره "داعية" قيل أنه شاب، واكد أن النقاب والخمار والقبلات وستر الجسم تبعد فيروس "كورونا" عن النساء الملتزمات بهذا النوع من اللباس.
طبعا هي مطية جديدة عهدناها مند امد، ان يكون قلم "الدعاة" سيالا في خضم الكوارث والنوائب، وأن يلصقوا بالله عز وجل كل مصائب الخلق، وأن يظهروا الله سبحانه بمظهر المنتقم من عباده لهذا السبب أو ذاك، أو ربما لعدة أسباب لا يعلمها سوى "فقهاء" الاوبئة والامراض الفتاكة.
الداعية "الشاب"، ونصرّ هنا على وضع الشاب بين قوسين، لأن ما قاله لا علاقة له بالمرحلة العمرية، بل له علاقة بما ترسخ في ذهنه "العجوز" الذي بلغ من الفكر عتيا.
قلنا أن هذا الداعية استظل بالخمار و النقاب، من أجل التأكيد على حقيقة "علمية" أن تلك الخيمة التي ترتديها بعض النساء، هي خير واق من "كورونا"، ولأنهن لا يقبلن ولا يعانقن وأجسادهن "مستورة" ف"كورونا" مستبعد..
للإشارة الداعية كان ذكيا وقال في تدوينته، "أنا ضد الكلام على أن النقاب كايحمي من كورونا، أنا نشرتو حيث استغربت كيفاش فرنسا لي كتحارب النقاب والحجاب، تقول جريدة فيها هاد الكلام.. وأنا عاوتاني ما قلتش النقاب واجب وفرض المسألة فيها خلاف كبير، كاينة نصوص على أن أمهات المسلمين المؤمنين والصحابيات كانو كيلبسو النقاب يعني لي لبسات النقاب مزيان ولي لبسات الحجاب بشروطو مزيان".
لكن الدهاء املس مثل أفعى، لا تستفيق من خطره إلا بعد لدغة "معتبرة"..
وللتذكير فإن من حسنات "كورونا" إن كانت له حسنات، أنه ليس مؤمنا ولا كافرا، وليس غنيا أو فقيرا، وليس ذكرا أو أنثى، كما أنه ليس إثنيا أو عرقيا... هو وباء فتاك... مخلوق من ألم وموت ورعب... لا علاقة له بالانتماء أو العقيدة أو العرق..