قضايا

هل تنقد إستراتيجية "غابات المغرب" أشجار "البيرول"؟

سعد كمال

وضع الكثير من المنتخبين والمسؤولين في شركة "العمران" أياديهم على قلوبهم، بعد أن أشرف الملك محمد السادس على إطلاق إستراتيجية "غابات المغرب"، التي قد تُبخر أحلامهم في اجتثاث عشرات الهكتارات من الغابات، تماما كما هو مخطط له في بلدية الرماني، ما لم يتحرك وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، الذي قدّم الإستراتيجية  بين يدي الملك محمد السادس.

في هذه الحالة، لا يهم أن تكون الغابة ملكا للمياه والغابات أو  تمتد على أرض من ملك الدولة الخاص، ما يهم هو الغابة في حد ذاتها، التي يسعى البعض إلى توزيعها إلى "فيلات"، عوض أن تصبح فضاء للتنمية.

انطلاقا من هذا اليوم ( 13 فبراير 2020)، ستصبح مسؤولية حماية غابة "البيرول" التي تمتد على مسافة 13 هكتار على عاتق أخنوش، وذلك لإيقاف تدهور الغطاء الغابوي، وسطو الخرسانة المسلحة على الأشجار، وأيضا، لإيقاف مسلسل استغلال مشاريع إعادة إيواء سكان دور الصفيح، في الحملات الانتخابية السابقة لأوانها حفاظا على "الأصوات"، التي أصابها الخرس، وتنتظر أن تشرع الجرفات في اجتثاث الغابة للحصول على القطعة الموعودة، ليس بهدف بناء "قبر الحياة"، ولكن بهدف المضاربة في الأثمان في غالب الأحيان.

لقد دق عزيز أخنوش ناقوس الخطر حول ما يتعرض له المجال الغابوي من استنزاف مفرط من دون مراعاة لوظائفه البيئية والاقتصادية والاجتماعية، لكن في حالة الرماني فإن الأمر يتجاوز الاستنزاف إلى القضاء النهائي على غابة هي الوحيدة في المغرب، قد يمكّن الاستغلال الواعي والمسؤول لأشجارها في صناعة التوابل والعطور، وباقي الاستخدمات التي تصلح لها، في جعل الغابة بالفعل فضاء للتنمية.

و نتمنى أن يكون في إستراتيجية "الجيل الأخضر" التي أطلقها ملك البلاد ما يجعل المجلس البلدي يراجع قراراته تجاوبا مع الإرادة الملكية، الذي جعل البيئة في صلب اهتماماته، أما الإصرار على تنفيذ حكم الإعدام في حق غابة "البيرول"، فستكون له عواقبه الوخيمة جدا، وما عليه إلا أن يتحملها لوحده بعد أن يفر الذين يريدون الحصول على نصيبهم من "الغنيمة".