قضايا

كيف تصنع قضية من شمع وتستعيد شهرتك من تغسيل ميت

عبد العزيز المنيعي

قبل أيام مر خبر يتيم نشره موقع ما، يسرد فيه تفاصيل خرجة "جديدة" لجماعة "العدل والإحسان"، اجترت فيه تصريحاتها السابقة بخصوص تشميع اوكارها في عدد من مدن المملكة.
وأمس طالعتنا تصريحات الحدوشي وهو يصف تغسيل العلامة الراحل بوخبزة، وكيف انه كان يبتسم ويتجاوب مع المغسلين.
وغدا قد نقرأ خبرا جديدا عن كرامات "اولياء البوز" الجدد، فهو أصبح سيد العناوين ولا محيد عن استعادة بريق الشهرة دون المرور من قنطرة "البوز" حتى ولو كان على حساب ميت.
مثل هذه الأخبار تحقق لنا السبق في مجال صناعة الخواء، وتعطي الوصفة كاملة مكتملة بلحمها وخضارها وتوابلها لطريقة طبخ قضية أو استعادة بريق الشهرة، ولفت انتباه الرأي العام.
بعض هؤلاء الطامعين في "كنز اليومي"، وجدوا ضالتهم في يوتوب، وتلك الدراهم الكثيرة التي تنفخ الحسابات البنكية، وكانوا أكثر "صدقا" مع ترهاتهم، كما كانوا أكثر "صراحة" بإعلان نواياهم، وأهمها الكسب على ظهر سب الوطن وتحقير مؤسساته.
ورغم ذلك فهؤلاء قد نعتبرهم مجرد شياطين متدربين، امام شياطين أمثال أصحاب الشمع وتغسيل الميت.
الجماعة سقط بين أيديها، بعد أن ذهبت ريحها مع توالي الهواء النقي الداخل إلى رئة الوطن، ومع أوكسجين الفهم الذي استنشقه المغاربة و"عاقوا" بكل من يدّعي أن "المخزن" يضيق عليه ويمارس "الحصار"..
وليس امامنا سوى أن "نحيّي" خرجات الجماعة، التي تحيلنا كما قلنا على تحقيق السبق في صناعة قضية من شمع، وتلميعها بما يلزم من بهارات التجديد الكلامي والصيغ المنمقة والوقائع الكاذبة.
"الجماعة" تهدي العالم بأسره، وربما حتى من كان ضليعا في الصناعات التحويلية للحقائق إلى أكاذيب... تمنحه مفتاح الوصفة الجاهزة والدائمة.
يكفي أن تتوفر في مطبخك الرجعي، على ادوات من قبيل بعض المواقع "الإخبارية" الجاهزة دائما للكتابة والنشر..
يكفي أيضا أن يكون لديك أعضاء فتحوا "بيوتا" وحولوها إلى اوكار لاجتماعات تمس الامن الروحي للمواطنين..
يكفي أن يكون لديك عدد كبير من "البوحاطييين"، الذين يعرفون متى "يطيحون" امام شرطي أو مخزني ل"يشهد" العالم أنهم تعرضوا للتعنيف..
يكفي ان تكون صاحب "سنطيحة" كبيرة لتخرج على الملأ وتعيد صياغة الاكاذيب وتلبسها كسوة جديدة من خزانة ملابس الترهات..
يكفي أن تكون لديك انامل ساحرة لتضيف بهارات التقوى والورع إلى الوصفة لتكمل الطبخة وتقدم الوجبة للجائعين من عشاق "الزردات" المشبوهة..
هذا ما حققته "الجماعة" من صناعة الشمع التي أصبحت خبيرة فيها، والتي باتت منفذها الوحيد لتكون حاضرة في حياة الناس، ب"إبداع" تماثيل وأصنام ووجوه وعبارات ولحظات من وحي التّجني..
اما صاحبنا "مول إبتسامة الميت"، فقد سبقه لهذه الفدلكة كبار المدّعين، وكانوا سباقين إليها، في وقت كان الناس يصدقون ما يقال لهم خاصة إذا نطق به صاحب لحية "وقور"..
لكن ما يحسب للحدوشي، انه تمكن من استعادة بعض بريقه السابق، بحديثه عن تغسيل العلامة الراحل بوخبزة، الرجل تمكن من أن يلتقط حاجة بعض المواقع إلى "البوز" بأي ثمن ولو على حساب حرمة ميت، ولو بالكذب على رجل رحل ولم يعد لديه القدرة ليقول "لعنكم الله"..
كثير من الزملاء سخروا من تصريحات السلفي الحدوشي بخصوص تغسيل الراحل بوخبزة، لكن الحقيقة أن الامر مؤلم ومؤسف في الوقت نفسه..
الامر يوضح إلى أي مدى يمكن ان يصله طلب "البوز"... لا القائل ولا الناشر كلاهما خاضا في امر لا يجوز، حرمة ميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه..
ولن ننسى طبعا تغليط الرأي العام وزج به في عوالم الخرافة طمعا فقط في قليل من اللايكات و النقرات في تنكر كامل لواجباتنا الإنسانية..