صحة وعلوم

الرئيس الصيني يعلن أن السيطرة على وباء "كورونا" هي المهمة الرئيسية للبلاد وعدد من الدول تشرع في ترحيل مواطنيها

كفى بريس ( وكالات)

أكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، السبت، أن السيطرة على الالتهاب الرئوي المرتبط بفيروس “كورونا” الجديد والوقاية منه، هي المهمة الرئيسة الأولى للبلاد في المرحلة الحالية.

وقال شي، خلال اجتماع لقيادة الحزب الشيوعي الصيني، خصص لبحث الوضع المرتبط بانتشار فيروس “كورونا”، إنه “في ظل الوضع الخطير المتمثل في الانتشار السريع لوباء الالتهاب الرئوي الجديد، من الضروري تعزيز القيادة المركزية والموحدة للجنة المركزية للحزب”.

وأكد أنه يتوجب “منع انتشار الفيروس داخليا وخارجيا، وإجراء الحجر الصحي وعلاج جميع المرضى المصابين، ومراقبة من كان لهم تواصل وثيق مع المصابين، وفرض إدارة وسيطرة صارمة على من يدخلون ويخرجون من ووهان”، وذلك حسب ما أورد تلفزيون الصين المركزي “سي سي تي في”.

ودعا شي جين بينغ، وهو أيضا الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني، إلى ضمان المواد بكل أنواعها لمقاطعة هوبي ومدينة ووهان، مصدر انتشار الداء، لتأمين الحياة الطبيعية والأساسية للسكان المحليين، لافتا إلى أنه يتعين على المقاطعات الأخرى “تعزيز الرقابة على الأشخاص والحجر على المصابين، وحجر وفحص الحالات المشتبه بها”.

وشدد على أنه يتوجب الحفاظ على درجة عالية من الحذر، ووضع خطط الاستجابة لحالات الطوارئ وإطلاقها عند الضرورة، مشيرا إلى ضرورة خفض الأنشطة العامة والجماهيرية الضخمة خلال عطلة عيد الربيع، وتجنب التجمعات والحشود.

كما أعرب الرئيس الصيني عن خالص شكره للعاملين الطبيين وغيرهم من الأشخاص اللذين يعملون في “الخطوط الأمامية” لمكافحة الوباء، وعن تعازيه للعائلات التي فقدت أقرباءها بسبب تفشي الوباء.

كما شدد على ضرورة الرقابة على الاتجار بالطيور الداجنة والحيوانات البرية، وإجراء التهوية والتطهير في محطات حافلات ومطارات ومرافئ ووسائل النقل المغلقة مثل السيارات والقطارات والطائرات، وتسريع بحث وتطوير الأدوية واللقاحات.

ويأتي هذا الاجتماع عقب ارتفاع الحصيلة الرسمية لضحايا فيروس “كورونا” الجديد والذي ظهر في دجنبر الماضي في سوق محلي بمدينة ووهان، مع تأكيد وفاة 41 شخصا في الصين بين نحو 1300 مصابا بالفيروس في داخل البلاد.

من جهة أخرى ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن الولايات المتحدة تنظم رحلة تشارتر جوية غدا الأحد لإجلاء مواطنيها ودبلوماسييها من مدينة ووهان الصينية، مركز اندلاع وباء فيروس كورونا الجديد.

وذكرت الصحيفة السبت، نقلا عن مصدر مطلع، أن طائرة ستقل على متنها حوالي 230 شخصا من دبلوماسيي القنصلية الأمريكية، وكذلك المواطنين الأمريكيين وعائلاتهم.

وقالت الصحيفة إن واشنطن حصلت على موافقة من وزارة الخارجية الصينية وغيرها من الوكالات الحكومية لتنفيذ عملية الإجلاء عقب مفاوضات جرت في الأيام الأخيرة.

وأضافت أن الولايات المتحدة تخطط أيضا لإغلاق قنصليتها في ووهان مؤقتا.

من جانبها، أفادت صحيفة South China Morning Post الصينية بأن فرنسا تخطط لإجلاء مواطنين فرنسيين عالقين في مقاطعة ووهان بسبب الإجراءات الوقائية التي اتخذتها السلطات الصينية إثر اندلاع فيروس “كورونا” الجديد هناك.

ونقلت الصحيفة عن رسالة إلكترونية بعثتها القنصلية الفرنسية في الصين قولها إن “القنصلية العامة تخطط، بالتعاون مع السلطات المحلية، لتوفير حافلات لتمكين مواطنين فرنسيين وزوجاتهم وأطفالهم الصينيين والأجانب من الانتقال من ووهان إلى (مقاطعة) تشانغشا”.

وأعلنت الصين اليوم السبت حالة الطوارئ القصوى في 25 مقاطعة بسبب فيروس كورونا، في ظل ارتفاع عدد حالات الوفاة والإصابات.

كما كشفت مصادر ديبلوماسية روسية ، اليوم السبت، أن موسكو تجري مشاورات مع الصين بشأن إمكانية إجلاء المواطنين الروس من مدينة ووهان الصينية وإقليم هوبي ،مركز انتشار فيروس كورونا.

ونقلت وكالة الانباء الروسية “سبوتنيك” عن السفارة الروسية بالصين ، “حتى الآن، لا توجد إجابة رسمية على طلبنا” ،مضيفا “نحن نتلقى طلبات من مواطنين روس ، حول كيف يمكن مغادرة مقاطعة هوبي، ومغادرة ووهان”.

وأوضح المسؤول الروسي أنه “في الوقت الحالي، نحن نعمل مع الجانب الصيني في مسألة تنظيم مغادرة المواطنين الروس من مقاطعتي ووهان وهوبى”.

وأشار غريغوري إلى أنه “تم فتح خط اتصال خاص مع المواطنين الروس، إضافة إلى التواصل معهم عن طريق مواقع التواصل والبريد الإلكتروني”.

وعن إمكانية حل هذه المسألة، قال ممثل البعثة الدبلوماسية “إننا نبحث الآن بشكل أساسي في كيفية تنفيذ ذلك، نحن ننطلق من حقيقة أن المدينة مغلقة، وسكان المدينة، بمن فيهم المواطنون الروس لا يمكنهم مغادرة المدينة، وكما أعلن الصينيون في وقت سابق، في حالة انتهاك هذا الأمر، يمكن التعرض لعقوبات، بما في ذلك المسؤولية الجنائية”.

يشار الى أنه ووفقا لآخر الإحصائيات، وصل عدد قتلى تفشي فيروس كورونا في الصين، اليوم السبت، إلى 41. في حين تم تأكيد إصابة أكثر من 1300 شخص على مستوى العالم.

وحدثت كل حالات الوفاة الجديدة في ووهان مركز تفشي الفيروس ، والتي تم عزلها صحيا بشكل فعلي مع مسارعة الصين لاحتواء انتشار الفيروس.

والغالبية العظمى من حالات الإصابة وكل حالات الوفاة المؤكدة حتى الآن كانت في الصين ولكن تم أيضا اكتشاف الفيروس في تايلاند وفيتنام وسنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان ونيبال وفرنسا والولايات المتحدة واستراليا.

ويعتقد مسؤولو الصحة إن الفيروس بدأ أصلا في سوق في ووهان يتم فيها الاتجار بالحيوانات البرية بشكل غير قانوني.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا الجديد يمثل “حالة طوارئ في الصين” ،لكنها أحجمت عن إعلانه “مثار قلق دولي”، ولكن الفيروس واصل الانتشار عالميا.