سياسة واقتصاد

من يقف وراء إحراق العلم الوطني؟... تفاصيل

كفى بريس

تمثل عملية إحراق العلم الوطني، من طرف انفصاليي ما يسمى " جمهورية الريف" فعلا يستحق الانتباه، لكنه يستدعي توضيح العديد من الملابسات التي تلف هذه الجريمة، التي تجددت الأسبوع الماضي بمدينة ميتز الفرنسية.

طبعا، الذي يقود هذه الجرائم هو النائب البرلماني، السابق سعيد شعو، الذي فر من المغرب، بعد ضلوعه في عملية تهريب ضخمة لمخدر "الشيرا"، و صدرت في حقه مذكرات بحث دولية لما تورط فيه من جرائم، لا تقف عند حدود الاتجار في المخدرات، بل وصلت حد القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

و منذ أن غادر سيعد شعو المغرب، زاد حنقه على البلاد والعباد، وحاول أن يضفي على نشاطه طابعا سياسيا يغطي عن الطابع الإجرامي للممارسته، وذلك بتنسيق مع شخصية جزائرية معروفة في الخارج.

ولقد كان هذا المهرب المعروف موضوع مذكرتي بحث دوليتين أصدرتها في حقه العدالة المغربية، لتكوينه عصابة إجرامية منذ 2010، والتهريب الدولي للمخدرات منذ سنة 2015، والمتورط أيضا في تمويل وتقديم الدعم اللوجستي لبعض الأوساط في شمال المغرب.

وسعيد شعو هو بارون مخدرات فار من العدالة المغربية سنة 2010 عقب اعتقال شريكه الأساسي الزعيمي، حيث ارتبطا في تجارة المخدرات منذ سنة 1994 تاريخ لقائهما بهولندا وتجدد اللقاء بينهما سنة 2009 حيث قررا تطوير تجارتهما في المخدرات وقام شعو بجلب زودياك لتهريب المخدرات وكان حينها برلمانيا عن حزب العهد.

ولد سعيد شعو، سنة 1967 بدوار “امْنود” بضواحي مدينة الحسيمة، وهناك تابع دراسته الإبتدائية، ثم الثانوية بكل من الحسيمة وطنجة وفاس، وحصل على شهادة الباكالوريا سنة 1985، ثم هاجر إلى هولندا في بداية التسعينيات، ليصبح في وقت يسير أحد أكبر أباطرة المخدرات، وهو صاحب مقهى مشهور بمدينة روندال، مخصص لاستهلاك الحشيش المغربي، تم إغلاقه سنة 1998 بسبب بيع المخدرات بجرعات غير قانونية.

وبعد ان وجد بارون المخدرات سعيد شعو، نفسه متورطا في العديد من القضايا التي لها ارتباط بقضايا الاتجار بالمخدرات والسلاح وتكوين عصابة اجرامية، التجأ غلى حيلة يستعملها كل المتابعين في قضايا اجرامية، وهي الادعاء بان المتابعات ومذكرات البحث الدولية في حقه سببها نشاطه السياسي ومعارضته للنظام في المغرب حيث عمد إلى تمويل وزعامة ما سمي بـ”حركة 18 شتنبر لاستقلال الريف”.

وباسم هذا التنظيم الذي ليس له وجود بمنطقة الريف استغل حراك الحسيمة للركوب عليه إلا ان هذه الحيلة لم تنطل على أحد رغم ما ينفقه من أموال، متحصلة من عائدات المخدرات، من أجل تسخير بعض مرتزقة لإحراق العلم الوطني.