تحليل

الكفار بالأمل والعمل يتوعدون الوطن

عبد العزيز المنيعي

كثيرة هي المقالات والكتابات التي تصدر ما يشبه الوعيد الموجه دون حياء ودون خجل إلى الوطن، ويذكّرون بما يسمى "الربيع العربي"، ويحاولون الخوض في ذلك على سبيل التهديد وليس على سبيل التأكيد أن وطنهم تمنع عن تلك الزلازل المحدثة بفعل فاعل مثل المخاض الإصطناعي، لأنه يمشي في الطريق الصحيح نحو تحقيق طموح المواطنين.
الاكيد أن هذا الطريق الذي يمشي فيه المغرب تتخلله منعرجات صعبة، تستلزم تخفيف السرعة من أجل اجتيازها، كما تتخلله مركبات هاربة من زمن القانون مثل "الخطافة"، الذين يضايقون العابرين السائرين ويصنعون الهلع.
اكيد أن للمغرب اعطابه وإختلالاته، مثله مثل دول عديدة في العالم. والأكيد أيضا أن المغرب أفضل بكثير من دول تفتقر إلى أبسط النعم الحقوقية التي لدينا، دول تنعدم فيها الرؤيا حتى في الطقس الصحو..
لكن لغة التهديد والوعيد التي ينحاز إليها الراغبون في "البوز" النضالي و"النياشين" الحقوقية، المعادية للبلاد والعباد في المغرب. هي رمز إفلاس حقيقي لدى هؤلاء في النهل من معين الحلول الممكنة والاقتراحات الناجعة للمساهمة في الخروج من أي أزمة أو مشكل كان. هي لحظة تجلي للكفر بالأمل والعمل، والإيمان بالإنتظارية والركون إلى الترقب وتوقع الأسوأ لا قدر الله..
ما سمي ب"الربيع العربي"... كان مجرد نزهة في حديقة الوطن الحقوقية، تلك "الحركة" التي امتطاها أصحاب "اللحي"، وناوروا بها وحاولوا من خلالها الولوج إلى مسام جلد الوطن، كانت عربونا من مغرب الحقوق والحريات على أن لا شيء يقف امام تحقيق العدالة حتى ولو بالصراخ والتظاهر، لكن دون النعيق والجهر بالكلام النابي مثلما فعل بعض السفهاء..