قضايا

بيننا من ليس منا

عبد العزيز المنيعي

بيننا من يتنفس هواء المغرب، وياكل غلة المغرب، ويعيش تحت سقف أمن المغرب، ويستظل بهوية المغرب، ورغم ذلك يهين المغرب عبر مقدساته مثل العلم الذي ليس مجرد ثوب ملون، بل هو امتداد للهوية والوجود الوطنيين في الماضي والحاضر و المستقبل.
أحدث صيحات المتهورين، المحسوبين بالباطل على المغرب، شخص يقال والله أعلم إنه "ناشط حقوقي"، أشاد بواقعة إحراق العلم الوطني بباريس، و في مظاهرة دعا لها المرتزق والد ناصر الزفزافي، وتمادى في ذلك بدفاعه عن "موقفه" عبر ردود قذرة على التعليقات التي  هاجمته وفضحت حقيقته.
هذا "الناشط الحقوقي"، يضاف إلى جملة "الناشطين" على موائد الإثم والعدوان، وعلى قلتهم فإنهم يلطخون سماءنا ببعض الصباغة المائية المستوردة.
"الناشط" المذكور والمدعو "باحماد"، قررت النيابة العامة بابتدائية خنيفرة، متابعته بتهم إهانة المقدسات والإشادة بتدنيس العلم الوطني، ومن المرتقب عرضه على المحكمة الابتدائية بخنيفرة الإثنين المقبل، كأول موعد لجلسة محاكمته.
"الناشط" مجازا، والحاقد حقيقة، تم إعتقاله الأربعاء بمدينة خنيفرة، والتحقيق معه على خلفية ما اقترفت يداه.
بكل بساطة، تنفلت الكلمات في مثل هذه الحالات، وحتى الأوصاف تنتهي، رغم رحابة القاموس، فمثل هذه الكائنات خارج كل القواميس والنواميس السماوية والوضعية.
واللقطاء وحدهم يفهمون معنى ان تكون بهيمة تمشي في الأرض بدون هوية..