مجتمع وحوداث

فلاحوا مزراوة في وقفة احتجاجية أمام المديرية الإقليمية للفلاحة بتاونات (صور)

عبد الكبير المامون

"هذا عار هذا عار الفلاح كينهار"... شعار من ضمن مجموعة من الشعارات القوية التي صدحت بها حناجر أزيد من 50 فلاحا من جماعة مزراوة خلال وقفة احتجاجية نظموها صبيحة الخميس 12 دجنبر الجاري أمام مقر المديرية الإقليمية للفلاحة بإقليم تاونات و طالبوا من خلالها الجهات المسؤولة بالتدخل لإنقاذهم من الافلاس والسجن.
سكان جماعة مزراوة كانوا قد استبشروا خيرا قبل سنة من الآن، بخروج مشروع ضخم لتربية الأبقار الحلوب وتجميع وإنتاج الحليب بمركز جماعة مزراوة.
عدد المستفيدين من هذا المشروع وصل 190 فلاحا بعدد أبقار وصل 250 بقرة حلوب، تم اقتناؤها عن طريق قرض بنكي بمبلغ 28000 درهم للرأس، أي ما يعادل 7.000.000 درهم كمبلغ إجمالي.
وقد كانت فرحة السكان كبيرة بهذا المشروع المدر للدخل والموفر للشغل، ازدادت فرحة الفلاحين لما قامت مجموعة النفع الاقتصادي ورغة، بتوقيع اتفاقية شراكة مع شركة "أطلنتيك" لإنتاج الحليب ببنصميم.
والتزمت هذه الأخيرة بتوفير المعدات و تجهيز مركز جمع الحليب بساحل بوطاهر وشراء الحليب من الفلاحين، بالمقابل  التزمت مجموعة النفع الاقتصادي بتوسيع دائرة المستفيدين للرفع من الإنتاج.
تم ذلك تحت إشراف وزارة الفلاحة عن طريق وكالة التنمية الفلاحية وكذا المديرية الجهوية للفلاحة بمكناس وذلك نظرا لكون مقر الشركة تابع لترابها.
اليوم وبعد مرور أكثر سنة على توقيع الاتفاقية، لا شيئ تحقق ، وتبخرت كل أحلام الفلاحين ومعهم مجموعة النفع الإقتصادي، اذ افادوا بكونهم تعرضوا لمكيدة، جعلتهم اليوم مهددين بالسجن، بعد أن عجزوا عن تسديد الأقساط المالية التي بذمتهم تجاه الأبناك و مدة التسديد لا زالت طويلة، تناهز حوالي 24 شهرا.
أمام هذا الوضع الكارثي اضطرت المجموعة لإغلاق أبوابها قبل ستة أشهر مضت، ليبقى المشروع عرضة للضياع .
ورغم انهم  قاموا بمراسلة جميع الجهات ، خصوصا الشركة المتعاقدة إلا أن الكل أغلق أبوابه باستثناء مراسلة يتيمة حركتها مديرية الفلاحة بتاونات وُجهت لشركة "أطلنتيك ميلك" الكائن مقرها ببنصميم وكذا لرئيس المجموعة بجماعة مزراوة ، تطالب فيها المديرية بضرورة انضباط الأطراف الموقعة على الاتفاقية و الالتزام ببنودها والتعجيل بتنفيذ المشروع كما تم الاتفاق على ذلك في اجتماع سابق عقد بمقر عمالة تاونات بتاريخ 19نونبر 2018 .
وبعد أن أخلت الشركة ببنود الاتفاقية، قامت مجموعة النفع الاقتصادي بإشعار الشركة بذلك عن طريق المفوض القضائي ليبقى الموضوع بدون إجابة.
وهكذا ضاع مشروع ضخم بالإقليم والكل اليوم سيرتمي في أحضان القضاء ليقول كلمته في الملف.
بالمقابل تبقى سيارة حليب تاونات، تجوب شوارع فاس و مكناس وإفران توزع حليب أزرو فوق ظهر سيارة تحمل إسم حليب تاونات الذي لم يبق منه إلا الإسم؛ أما الفلاحون فلم يبق أمامهم إلا الاحتجاج لإيصال صوتهم للجهات المعنية، علها تتدخل لإنقاذ الموقف وزرع الحياة من جديد في هذا المشروع الطموح.