سياسة واقتصاد

بوشارب في الكوت ديفوار... الوزيرة تشارك في الدورة الثانية لقرية المغرب بأبيدجان

كفى بريس: (وم ع)

شاركت نزهة بوشارب، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، الجمعة 06 نونبر 2019، في الدورة الثانية  لقرية المغرب  بقصر الثقافة  بيرناربنلين – دادي بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، المقامة في الفترة ما بين 5 و8 دجنبر الجاري، من طرف سفارة المغرب بكوت ديفوار والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات .
وتندرج النسخة الثانية  في إطار استراتيجية المملكة  المغربية في مجال التعاون جنوب – جنوب، التي  أعطاها الملك محمد السادس دفعة قوية ، خاصة مع كوت ديفوار، من خلال بذل المغرب مجهودات كبيرة من أجل تدعيم التعاون الاقتصادي و تطوير وإنعاش القطاعات الصاعدة و التراث.
 وشكل هذا  الحدث  الذي يعتبر فضاء حقيقيا للتبادل بين المقاولات  والفاعلين المغاربة ونظرائهم الإيفواريين ، مناسبة أمام الوزيرة  لاستعراض نموذج  مغربي مبتكر للتعاون جنوب- جنوب مندمج ومتعدد الأبعاد ، من خلال  وضع التنمية الإنسانية في  صلب الاهتمام وكذا استكشاف سبل جديدة  للتعاون والتبادل مع مختلف الفاعلين الإيفواريين ، في مايخص الخبرة والمعرفة  المغربية  في مجال الاستثمار والشراكة.
وأكدت الوزيرة أن تنظيم المغرب لتظاهرات ثقافية من قبيل "قرية المغرب"، من شأنه توفير أرضية للتبادل الثقافي، كما يعتبر فرصة سانحة لتقاسم الممارسات الجيدة الناجحة، إن على مستوى القطاعات الإنتاجية أو الاجتماعية.
كما ثمنت الوزيرة سهر سفير المغرب بكوت ديفوار على توفير الظروف الملائمة لإنجاح حدث "قرية المغرب "بأبيدجان وكذا دعمه الدبلوماسي لهذه التظاهرة الثقافية.
وقالت الوزيرة إن الملك محمد السادس، عبر عن التزامه الشخصي بدعم السياسة الإفريقية للمملكة، المرسخة للتقارب والتعاون من أجل التنمية، إذ حظيت الاستراتيجية الإفريقية للمملكة بسند قوي من خلال الإشراف المباشر للملك، وعبر الزيارات والمبادرات الملكية وكذا توسيع دائرة مجالات التعاون مع عدد مهم من البلدان الأفريقية .
وأضافت بوشارب " علاوة على حمولته المتعددة الأبعاد،يستأثر النموذج المغربي في إفريقيا باهتمام متزايد لعدد من البلدان الافريقية .لذا، وجب استثمار المكتسبات  المحققة و المنافع المحصل عليها، حتى تترسخ هذه الدينامية بصفة لا رجعة فيها وبالتالي تدعيم مناخ تنافسي".
في هذا السياق، ألحت الوزيرة على وضع آلية للتنسيق والحوار المستمر ، على مستوى عال، بين المغرب وإفريقيا، للإشراف  على التخطيط والتنمية الحضرية.
وذكرت بوشارب أن بلادنا، تبعا للتوجه الملكي السامي نحو القارة الافريقية، وقعت  أكثر من 1000 اتفاقية مع 28 بلدا افريقيا، مؤكدة انخراط وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، في سياق تنفيذ الرؤية الملكية السديدة، من خلال توقيع الوزارة لأكثر من 20 اتفاقية مع البلدان الافريقية ، وتسعى إلى تدعيم الشراكة عبر إبرام اتفاقيات مبتكرة تستجيب لحاجيات وخصوصيات القارة الإفريقية ، وذلك بهدف تسريع بلوغ أهداف أجندة إفريقيا عموما والأجندة الحضرية خصوصا.
كما أبرزت الوزيرة أهمية وضع تصميم وطني للمنظومة الحضرية  كورش ذي أولوية بالنسبة للوزارة، وهي مبادرة تترجم ارادة الدولة في إدراج  وضع رؤية استشرافية  وتوجيهات استراتيجية في ميدان الهيكلة وتعزيز  المنظومة الحضرية، ضمن أسبقياتها المتضمنة في البرنامج الحكومي برسم 2017-2021. ويهدف هذا التصميم إلى تعريف كافة الفاعلين بالهيكلة والمنظومة الحضرية.
 ويتيح هذا التصميم تحليل مختلف مكونات المنظومة الحضرية الوطنية والتصديلشتى الاختلالات الواجب تداركها وكذا الفرص التي يجب اغتنامها. هذه الآلية ترمي أيضا  بناء رؤية استشرافية للمشهد  الحضري الوطني وإلى تحديد التوجهات الاستراتيجية والأسبقيات والاصلاحات اللازمة  لإعادةتأهيل المنظومة الحضرية الوطنية.
وبخصوص التغيرات المناخية، ألحت الوزيرة على حاجة إفريقيا إلى حماية ساكنتها، خاصة التي تعيش الهشاشة، وذلك عبر تعبئة الإمكانيات المالية  لضمان التكيف  مع التغيرات المناخية  ولتمويل مشاريع مقاومة لهذه التغيرات  خاصة في ميدان السكن ، وأيضا لضمان تدبير أمثل للمخاطر، باعتماد التخطيط  والخرائط المحددة للمخاطر، مضيفة أن التصدي للتغيرات المناخية يسائل الجميع ويدعو إلى تغيير العادات الاستهلاكية والتقليص من حجم الانبعاثات الغازية إضافة إلى مراجعة  أنماط العيش.
وعلى هامش أشغال هذه الدورة الثانية لقرية المغرب ، تباحثت نزهة بوشارب مع آن ديزيري الوزيرة الإيفوارية للصحة والبيئة والتنمية المستدامة. وقد تناولت المسؤولتان  الحكوميتان  عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، واستعرضتا  أوجه التقدم المسجل في الميادين الاقتصادية والثقافية والبيئية بكلا البلدين.
في هذا الصدد، قدمت بوشارب حصيلة المنجزات المغربية على صعيد القارة الإفريقية، وخاصة في جانب التخطيط والتدبير الحضري  والإسكان وسياسة المدينة. كما دعت إلى تقوية العلاقات بين الوزارتين.
وخلال هذا اللقاء، أكد الطرفان التزامهما  بدعم علاقات التعاون المغربي - الإيفواري والعمل من أجل بلوغ أهداف التنمية المستدامة،  كما أعربا عن اهتمامهما  وإرادتهما المشتركة في إبرام اتفاق للتعاون في مجالات التكوين  ونقل الخبرة وتقوية مهارات كلتا الوزارتين .
يذكر أن نزهة بوشارب قامت بزيارة الأروقة الموضوعاتية المخصصة لاحتضان معارض المشاركين المؤسساتيين والخواص، والهادفة إلى تعريف الزوار الإيفواريين بالفرص  المتاحة للاستثمار بالمغرب ومؤهلاته كقبلة للأعمال والسياحة