على باب الله

فولة وتقسمات على زوج

المصطفى كنيت

يحمل العثماني الكثير من مكر بنكيران... و على رأي  المثل الشعبي " فولة و تقسمات على زوج".

و لا تزيد ابتسامته، عن انفراجة شفتين،  اعتاد كطبيب أن يستقبل بها المرضى، الذين يشكون من أعطاب نفسية.

و ما يحدث اليوم بشأن المادة 9، و ما وقع السنة الماضية حول الفوترة الالكترونية،  يؤكد أن العثماني "حسابو في راسو".

في السنة الماضية رمى حزب العدالة والتنمية بجمرة  إخضاع المعاملات التجارية للفوترة الإلكترونية، حين ارتفع احتجاج صغار التجار، في حجر الأحرار، عندما أرادت الحكومة أن تُدخل هذا المقتضى حيز التطبيق، و اليوم ألقى بوزر المادة 9 في وجه نفس الحزب، بعدما نكث وعده، وصوت فريقه في الغرفة الثانية بالامتناع إذعانا للدعوة التي أطلقها مصطفى الرميد فيهم، محررا إياهم من أي التزام إزاء حلفائهم في الأغلبية.

وهكذا، شاطت هذه المادة بين يدي التجمع الوطني للأحرار، الذي لم يجد بدا من تحمّل كل ثقلها، لأنه على رأي المثل: " اللحم الخانز تيهزوه امواليه"، رغم أن هذا اللحم، هو في الحقيقة، ملك لكل الأغلبية، بل إن فريقا من حزب الاتحاد الاشتراكي نفسه، انحاز إلى التصويت بالرفض، وكأنه على خلاف مع "إخوته" في الغرفة الأولى.

و الحالة هذه، لن ينفع التجمع كل الاحتجاج الذي عبّر عنه في بلاغ، لأن العثماني نجح، مرة أخرى، في إلصاق التهمة بأخنوش، وهو يردد ما قاله هارون لموسى (ص):" لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي"، بعد أن تخلى أغلب "الإخوان" عن لحاهم، وعفا عنها الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، إدريس لشكر.

وليست المرة الأولى التي يفر فيها حزب العدالة والتنمية عن تحمّل المسؤولية، فقد اعتاد الانسلال عن كوكبة الأغلبية، ليربح فارق الوقت، وأيضا الأصوات، في السباق المحموم نحو 2021، و على الذين " فيقوا العمى لضريب لحجر" أن يتحملوا المسؤولية، لأن "البيجيدي" يجيد السباق، وإن كان يمشي بسرعة السلحفاة.