منوعات

التغير المناخي: "ارتفاع غير مسبوق" في درجات الحرارة خلال السنوات العشر الأخيرة

كفى بريس ( وكالات)

يعتقد العلماء أن متوسط درجات الحرارة المسجلة في الفترة بين 2010 و2019 قد تجعله العقد الأكثر دفئا منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتشير تقديرات غير نهائية صادرة عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن العام الحالي في طريقه لأن يحتل المركز الثاني أو الثالث، من حيث ارتفاع درجات الحرارة.

وإذا تأكدت هذه التقديرات، ستكون درجات الحرارة بين 2015 و2019 هي أعلى درجات مسجلة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ارتفاع درجات الحرارة عالميا بصورة "استثنائية" يرجع إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.

ويغطي تقرير المنظمة حالة المناخ العالمي سنة 2019 حتى أكتوبر/تشرين أول.

وشهدت أجزاء كثيرة من العالم مستويات غير عادية من ارتفاع درجة الحرارة هذا العام. فبينما كانت الدرجات المسجلة في أميركا الجنوبية وأوروبا وأفريقيا أعلى بالمقارنة مع المعدلات في الفترة الأخيرة، كانت أجزاء كثيرة من أميركا الشمالية أكثر برودة من المعتاد.

فيضانات في اليابان

وضربت موجتا حر أوروبا في يونيو ويوليو من هذا العام. وسجلت درجات حرارة قياسية في فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورغ والمملكة المتحدة. وفي أستراليا، كان متوسط درجة الحرارة في الصيف هو الأعلى على الإطلاق تقريباً.

وكانت الحرائق الهائلة في أميركا الجنوبية هي الأشد منذ 2010. وتربط المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بوضوح درجات الحرارة المرتفعة في العقد الأخير بالانبعاثات المستمرة لغازات الاحتباس الحراري، وتآكل مساحات الغابات وحرق الفحم للحصول على الطاقة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن الاحترار الذي حدث خلال العقد الماضي يؤثر سلباً على العالم، إذ يذوب الجليد في القطبين، ويتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر.

وبالإضافة إلى الإضرار بالطبيعة، تؤثر الحرارة المتزايدة أيضا على البشر، حيث تشكل موجات الحرارة خطرا كبيرا على المسنين.

وقال الأمين العام للمنظمة بيتري تالاس: "يوماً بعد يوم، يظهر أثر التغير المناخي في شكل طقس غير طبيعي".

وأضاف: "أصبحت موجات الحر والفيضانات التي كانت تحدث "مرة كل قرن" أكثر انتظاماً. فقد عانت بلدان ... من تأثير الأعاصير الإستوائية المدمرة. واجتاحت حرائق الغابات القطب الشمالي وأستراليا".

ومنذ الثمانينيات، كان كل عقد أشد حراً من الذي سبقه. وأعرب العديد من العلماء عن قلقهم بشأن ما جاء في التقرير.

وقالت الدكتورة جوانا هاوس، من جامعة بريستول: "من الصادم أن نعرف كيف أدى تغير المناخ في عام 2019 إلى خسائر في الأرواح وتراجع في الصحة وانعدام الأمن الغذائي ونزوح السكان".

وأردفت: "حتى كعالمة مناخ تعرف الأدلة والإسقاطات، أجد هذا مزعجاً للغاية. الصادم هو الوقت القليل للغاية الذي حصل فيه الأمر. لدينا المعلومات والحلول وما نحتاج إليه الآن هو إجراء عاجل".

وصدر التقرير بالتزامن مع محادثات المناخ العالمية التي تجري في مدريد، حيث بدأ مفاوضون أسبوعين من المحادثات الرامية إلى رفع مستوى التعهدات بشأن بخفض انبعاثات الكربون.

ويقول بعض من حضروا الاجتماع إن تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية سيساعد في التركيز على التعامل مع الأسباب الجذرية لتغير المناخ.

وقال الدكتور كات كرايمر من مؤسسة كريستيان آيد "الآن نعلم أن درجات الحرارة العالمية ترتفع إلى مستويات قياسية وبدون اتخاذ إجراءات يمكننا توقع المزيد من المعاناة. من الأهمية بمكان أن نتخلص تدريجياً من الوقود الأحفوري بأسرع ما يمكن".

وأضاف: "الجيد أن هذه بمثابة صيحة تحذير في الوقت المناسب، إذ تأتي في بداية قمة المناخ في مدريد. ليس لدى المندوبين عذر لمنع التقدم أو العمل ببطء عندما يُظهر العلم مدى الحاجة إلى اتخاذ إجراء عاجل".