قضايا

وزيرة محظوظة ونساء سيئات الحظ

إدريس شكري

ألقت  وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، جميلة مصلي، بالوصلة الإشهارية، التي أعدتها الوزارة، بمناسبة الحملة الوطنية لمحاربة العنف ضد النساء، في سلة المهملات، رغم ما كلفته من مبالغ مقتطعة من أموال دافعي الضرائب، لأنه لم يرقها أن تدشن  "ولايتها" للقطاع، بوصلة تحمل بصمة "أختها" في الحزب، بسيمة الحقاوي.

وهكذا استدعت على عجل، هاتفيا، المغني نعمان لحلو، من أجل إعداد وصلة جديدة، جاءت شاحبة، خجولة، تفتقر إلى أبسط المقومات الفنية، كلمات، ولحنا، وأداء، ولا تحمل ما يجسد المضمون العميق لهذه الحملة، وما على خزينة الدولة إلا أن تدفع لنعمان مستحقاته، بالمليم.

ورغم أنه كان من الممكن أن لا تبدل السيدة جميلة كل هذا المجهود الفاشل، فإنها أبت إلا أن تجود على سي نعمان بكل تلك الملايين من السنتيمات، علما أن الوصلة، التي لم ترق الوزيرة أفضل من تلك التي استقر عليها ذوقها بكثير.

و الواقع أن السيدة جميلة، مارست عنفا مزدوجا ضد وصلة جاهزة، بإقبارها، وضد زميلتها في الحزب بسيمة الحقاوي، من جهة، وضد الرأي العام من جهة ثانية، وكل ذلك في سياق إرضاء الغرور الشخصي، لوزيرة، محظوظة ساقتها الأقدار لأن تتحمل كل هذه المسؤوليات، هذا في الوقت، الذي كان فيه من اللازم أن تلتفت إلى العنف الذي يمارسه هذا الشتاء، ضد عشرات المشردين الذين لا مأوى لهم ( نساء ورجالا) في العديد من المدن.

و لا أظن أن نعمان لحلو وحده، من فنانينا، يصلح لمحاربة العنف ضد النساء، و يمتلك مفاتيح تقليص ما يُمارس في حقهن من ظلم اجتماعي، لكن يبدو أنه مغني ابتسم له الحظ عكس زميله مسلم، الذي يبدو فنانا سيء الحظ.