على باب الله

يا ورد ليه الخجل فيك يحلو الغزل

المصطفى كنيت

من الصعب أن يصدّق المرء إقدام شخص وضع الناخبون ثقتهم فيه، استقالته من مجلسين ( مجلس بلدي/ مجلس إقليمي) في سياق صفقة بين الكاتب الأول لحزبه: الاتحاد الاشتراكي، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، الذي يرأس المجلس البلدي للمحمدية، في شخص، السيدة أو الآنسة، أو القنديلة، كما يسميهن بنكيران، إيمان صابر.

لقد فضّل المهدي المزواري، أن يخذل الناخبين في مدينة الزهور، الذين وضعوا العلامة على رمز "الوردة"، باتفاق مع إدريس لشكر، مقابل تعيينه في مجلس الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، حيث سيتقاضى راتبا يتجاوز 6 ملايين سنتيم في الشهر الواحد.

و بذلك سيصبح المزواري خارج لعبة التحالفات في مجلس يعيش على صفيح ساخن، و فشل لشكر والمزواري نفسه، في ضمان أصوات اتحادييه لفائدة مرشح التجمع الوطني للأحرار بعد إلغاء انتخاب حسن عنترة ( الرئيس السابق) رغم أن "با إدريس" تحمل عناء السفر لإقناعهم بالتحالف مع مرشح "الحمامة"، بدون "ضمانة"

غير أن اللعب المفضوح الذي اختاره المزواري، أسقط محمد العطواني أرضا، بعد أن فشل في ضمان حتى أصوات منتخبي حزب " الوردة"، حين بلغهم الخبر اليقين، ففضلوا الاحتراق بنار "المصباح" عوض شم الروائح العطنة التي انبعثت من تلك الورود، فرفضوا تسلم باقات الورد، المُقتصة الوريقات، وهم يرددون مع محمد عبدالوهاب أغنيته الشهيرة: " يا ورد مين اشتريك"...

غير أن العثماني، لا يجد حرجا في مغازلة الورود الذابلة واليابسة، والتي كادت تحرق العلاقة بين حزبي الاتحاد الاشتراكي و التجمع الوطني للأحرار، لو لا تلك المساعي التي تم بدلها لجبر خاطر عزيز أخنوش، الذي سُرقت من مرشح حزبه رئاسة المجلس وأشياء أخرى...

طبعا، العثماني لا يمكن أن ينسى كل ذلك الجميل، رغم أن لا للشكر ولا للمزواري  يد ولا رجل فيه، لذلك فهو يريد أن يزيل ما تبقى من أشواك حتى تصبح الوردة مجرد زهرة في مزهرية العدالة والتنمية.

أنذاك سيردد العثماني مع عبدالوهاب: يا ورد ليه الخجل فيك يحلو الغزل.