على باب الله

الله يجعلها في الميزان مقبولة

المصطفى كنيت

و أخيرا تنبّه التجمع الوطني للأحرار إلى "جني" حزب العدالة والتنمية، لكل ثمار العمل الحكومي، من دون أن يترك لباقي حلفائه في الأغلبية، إلا الفتات أو الثمار المرة، كالمادة 9 من مشروع قانون المالية، التي يدافع عنها محمد بنشهبون، وزير الاقتصاد والمالية، وحيدا.

فقد انتقد رشيد الطالبي العلمي، الخطاب السياسي، الذي يروّج له عزيز الرباح عن "الاستثمارات الصناعية" في القنيطرة، مستثمرا النفوذ الذي يبسطه "البيجيدي" في عاصمة الغرب، والذي يجعل الكثير من المواطنين يثقون في رئيس البلدية، الذي للسيد الطالبي أفضال كثيرة عليه، سيأتي الوقت للتفصيل فيها بدقة.

كما اجتهد عضو مغمور في المكتب السياسي لحزب الحمامة، الذي يفتقر إلى الصقور، يسمى عبد الرحمان اليزيدي، وأظن أنه كان قبطانا في سفينة تجارية، وكاتبا عاما لنقابة البحارة... إذا لم تخنني الذاكرة، لانتقاد  ما أسماه "محاولات السطو المتكررة على الإنجازات التي يقوم بها أو التي يشتغل على إخراجها وزراء حزب التجمع الوطني للأحرار في عدة قطاعات" في إشارة إلى تصريحات العثماني الأخيرة في موضوع الأراضي السلالية وتجارة القرب...

و لا شك أن التجمع الوطني للأحرار بحاجة إلى مجهود كبير لإبراز "إنجازات" وزرائه في الحكومة المعدّلة، الذين لا يخوض أغلبهم الاستحقاقات الانتخابية ( وما ينبغي لهم ربما، باستثناء الأمين العام عزيز أخنوش)، لذلك فإنهم يحتاجون إلى الكثير من الجهد لإقناع المواطنين بهذه الانجازات، التي يجتهدون في تنزيلها على أرض الواقع بمنطق تقنوقراطي، لا بمنطق سياسي، يجعل منها "حسنات"، كما يفعل العدالة والتنمية، الذي يعمل بمنطق الآية الكريمة: " مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا"، و بحساب انتخابي صرف، يختمه بدعاء: "الله يجعلها في الميزان مقبولة"، وهو الميزان الذي يُرجح كفة "البيجيدي" في صناديق الاقتراع.

لذلك لا غرابة أن يُبشر بوانو اليوم بإمكانية التحالف مع "البام" في 2021، ليجعل منه منذ الآن عجلة احتياط، يحجز "ظهره" لركوبه بعد الاستحقاقات المقبلة، وكأنه يعلن من الآن التخلي عن حلفاء اليوم، وأن تدعو الأمانة العامة للحزب، في بلاغ لها، إلى دراسة بعض الأشكال التعبيرية الجديدة وتحليلها، وإلى  ضرورة العمل لإعادة الاعتبار للأحزاب السياسية والمنظمات النقابية والمؤسسات التمثيلية.

طبعا من دون أن يحدد "البيجيدي" الجهة الموكول لها القيام بهذه المهمة بالرغم من أن الحزب يتربع على عرش "رئاسة الحكومة".