قضايا

الذين يعذبون أنفسهم

سعد كمال

حتى الشعارات لم تسلم من ليّ معناها.

هذا ما حدث بالضبط خلال مقابلة الرجاء والوداد البيضاويين في " ديربي" إقصائيات الكأس العربية، التي تحمل دورتها الحالية اسم " محمد السادس".

و إمعانا في إعطاء "تيفو" جمهور الرجاء أبعادا لا يحملها، لغاية في نفس يعقوب، و جهلا أو تجاهلا للسياق الذي استوحى منه مبناه ومعناه ومغزاه، أصر الذين يسبحون في الماء العكر، أن يضفوا عليه بعدا سياسيا، وأن يدّعوا أنه يعكس وعي "الجماهير"، رغم أنه لا يعبر، في الحقيقة، إلا عن تصفية حسابات كروية صرفة، و نوعا من تشفي جمهور الفريق الأخضر في جمهور الفريق الأحمر بدليل أنهم أرفقوا "التيفو" بشاشة كبيرة يظهر فيها اللاعب صلاح الدين بصير يسجل ثلاثة أهداف في مباراة جمعت الفريقين وفاز فيها الرجاء بخمسة أهداف لواحد.

لكن يبدو أن ثمة عطب أو خلل ما أصاب الذين، يريدون تلخيص الوعي السياسي، في نزال رياضي، أو الذين يستلذون بالكلمات الدنيئة التي تفوح رائحتها العطنة من  الكلمات السمجة لما يسمى أغنية " عاش الشعب".

إنه مرض عضال، يصرّف فيه الفاشلون حقدهم، محملين جماهير الرجاء ما لم تقل وما لم تقصد، وهم ما يعكس نوعا من التصابي والتطفل السياسي.

إن المقصود ب " تيفو" " الغرفة 101" الذي استوحاه جمهور الرجاء من رواية "جورج أورويل"، يعكس فقط "التعذيب" الذي مارسته الرجاء في حق الوداد، التي ألحقت بها الهزيمة.

إنه استعمال ذكي للرواية في المنافسة الرياضية، فهذه الرواية تؤشر في معناها الكبير على نهاية العالم، استغلها جمهور الرجاء لتمرير فكرة نهاية الوداد.