قضايا

حين يتحرك قلب عبد الحق التازي على بوعشرين و يهمل ابنه يوسف

سعد كمال

تسلل الخرف إلى الكثير من سياسيينا، في غفلة من الزمن، وفي غفلة منا، و فقدوا القدرة على التمييز بين الغث والسمين، بعد أن بلغوا من الكبر عثيا...

و فوجئتُ، الثلاثاء، بالقيادي الاستقلالي، الكاتب الدولة في الخارجية على عهد حكومة أحمد عصمان، ورئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بالغرفة الثانية من البرلمان لردح من الزمن، يلتمس، بقاعة المغرب العربي للأنباء، التي استضافت محمد برادة، في إطار ملتقاها الأسبوعي، العفو على توفيق بوعشرين...

و نسى عبدالحق التازي، جرائم بوعشرين، و أسقط الضحايا من حسابه، ولم ير في مالك "أخبار اليوم" إلا الصحفي "المقتدر"، متجاهلا شخصية المغتصب، التي تستلذ بممارسة أبشع أنواع السادية الجنسية على النساء، من دون مراعاة حرمة متزوجة حامل أو ثبي أو عازبة.

و يبدو أن عبدالحق التازي، يعيش منقطعا عن العالم الخارجي، ويردد ما أملاه عليه صديقه في الحزب امحمد الخليفة، الذي يعتاده في فيلته، التي تمتد على مساحة تقارب الهكتار، بحي السويسي الشهير، خلف فندق سوفتيل ـ قصر الزهور.

و لا أظن أن سيدي عبد الحق، كما ينادونه، تكلف عناء مغادرة دفء الفيلا، وتوجه إلى القاعة لمتابعة محاضرة يلقيها محمد برادة، مدير "سابريس" سابقا، إلا بإيعاز، من طرف، قد يكون برادة نفسه، من أجل الصدح بهذا النداء الظالم في حق كل تلك النسوة، اللواتي قطع بوعشرين شرفهن على مكتبه أو فوق الأريكة غير آبه بصرخاتهن أو بأنين ما يحملنه في بطونهن.

لا أظن أن إدانة بوعشرين بـ 15 سنة سجنا نافذا، هو ما حرّك قلب سيدي عبدالحق، لأنه لم يعد يقو حتى على حضور "الجنائز" و "الأعراس"، لكن ثمة من استغل الرجل، في أرذل العمر، ليأكل الثوم بفمه، بالباطل، وليضيفه كاسم إلى لائحة الأسماء، التي تدوس على حقوق ضحايا، من وصفه المحامي زيان بـ " بوترمة".

وما يؤكد هذه الفرضية  أن قلب عبدالحق التازي، لم يتحرك حتى عندما دخل ابنه يوسف السجن، قبل أن يثبت القضاء براءته، و ظل يرفع أكف الضراعة إلى الله أن يبقيه في الحبس بسبب الشهادة الطبية المزورة التي سلمها طبيب لزوجته..