قضايا

السكتة الاخلاقية ..

كفى بريس

بتنا على مسافة خطوات بحسب ممشى "الشمكارة"، من الوصول إلى شفير هاوية الأخلاق العامة التي رصصت بنيان المجتمع المغربي، بالمحبة والإيخاء والتوادد والتراحم والتعايش.
بتنا نخاف السقوط الحر لمجموعة من القناعات الراسخة لدى المغاربة، والتي تجعلهم واحدا متوحدا في هوية متعددة غنية وثرية ببهاء انسجامها.
نضع اليد على القلب، ليس خوفا من السكتة القلبية، بل خوفا من السكتة الاخلاقية التي يصر بعض المحسوبين على "الراب" ظلما وعدوانا، أن يمعنوا تضييق مساحة التنفس في رئتيها... نخشى السكتة الحقوقية، ونخشى من توابل المزايدات الفارغة والحسابات الشخصية أن تسقط المبدأ في قعر النزوات الذاتية البعيدة عن نبل وسمو الهدف.
لكن الحقيقة أن الخوف مرده إلى بروز البعض من أمثال "ولد الكرية و الكناوي و لزعر" وغيرهم ممن سولت لهم أنفسهم أن يعبثوا بسكينة المغاربة وأمنهم الأخلاقي، وأن يفسدوا الذوق العام الذي تربى على الكلام الموزون في الملحون والعيطة، و النغم الأصيل الهادئ والهادف في طرب الآلة والغرناطي، و الذي أثراه ناس الغيوان وجيل جيلالة والمشاهب بالأغنية الملتزمة... قالوا قولهم وناضلوا كل بما أوتي من شعر عامي نقي وطاهر، ولحن حنين يستمد عمقه من نبض المغاربة.
اليوم نعيش لحظة التردي، عندما يخرج أصحاب السوابق ويمسكون الميكروفون ويسجلون ما قيل أنه أغنية، ويسمونها "عاش الشعب"، فقط لأنهم لم يتمكنوا من إتمام ليلتهم الماجنة، وإفراغ ما تبقى من "الوسكي و الروج والبيرة" في جوفهم.
فقط لأنهم لم يتمكنوا من "برم جوان"  في ليليتهم التي لا تنتهي أبدا..
لأجل ذلك نخاف ان يصبح كل بئيس "شمكار" مناضل حقوقي، تطبل له الآلات الحاقدة وتزيد في "مجمره فخيرات"..
لأجل ذلك نخاف أن نسقط في مواجهة مع العدم، فأصعب ما يمكن أن يبتلي به عاقل هو مواجهة جاهل ومحاولة إقناعه بأنه على خطأ... تلك مثل صب الماء في غربال..
نخاف من ضياع المعنى، ولا نخاف من ضياع الحق، فهذا الاخير وراءه القانون والذين يسهرون على تطبيقه... اما المعنى فنحن جميعا نتحمل مسؤولية حمايته..