مجتمع وحوداث

المتطاولون الجدد..

كفى بريس

مثل "الباطل" احتلت ذوقنا عينة من السفهاء، تسير بمحاذاة الجنون و المجون و"البسالة"، وقلة الحياء وتثير النقع بحوافرها، وتحسبها ضربا من "الإبداع".
تتطاول على هامات الرجال الذين صنعوا اللحظة والتاريخ، ويحيكون أبهى الحلل للوطن في مستقبله المشرق... رجال مغاربة الهوية والنفس والعزة، وما تبقى تفاصيل تجاوزها المغاربة بتعايشهم التام وانسجامهم الكامل.
"الأغنية" التي صارت حديث العادي والبادي، وينتصر لها "الغاشي"، لم تكن محض صدفة أن تعزف على وتر انقطع مند امد، بل لم يكن له وجود من الأصل في معزوفة المغاربة، وهو وتر العداوة بين الإسلام واليهودية.
فإثارة هذا الموضوع الذي لا يجد بعض صداه حتى في فراغات الصدور ، ليست مجرد "تبويقة" غير مكتملة لأصحاب "أغنية عاش الشعب"، إنها جزء من مسار يمشيه الذين يؤججون النعرات بغية وجه الفتنة معاذ الله.
بمعنى أن من يطبل لهم الآن... هو نفسه الذي طبل ويطبل ل "رباعة" ما سمي بالحراك، وقبلهم من مدوا أيادهم في الظلام، وكل من دخل سوق الخيانة... هؤلاء لا يتأخرون في استغلال أي فرصة للانقضاض على أمن المغاربة، ومحاولة الدخول بخيط أسود في جلبابهم الأبيض الناصع.
ذلك الجلباب الذي يرتديه المسلم و اليهودي، في أيام الأفراح الدينية المشتركة، ذلك الجلباب رمز الهوية المغربية كوجود لا اثنية فيه، فقط الانتماء للأرض والسماء والتاريخ والعمل من أجل الأفق الموحد.
لن نقول إن أصحاب "عاش الشعب"، كانوا يقصدون كل هذا، فهم أبعد عن إعمال العقل في يومياتهم، فبالأحرى إعماله في مشروع غنائي هابط... لكن الذين يريدون تحويل القضية إلى مصاف المطالب الحقوقية يعرفون أنهم يحاولون بث الشقاق الذي لن يتأتى لهم، لسبب بسيط وهو أن المغاربة يؤمنون بوطنهم مهما اختلفت عقائدهم ..