قضايا

"المؤخرات المناضلة" ... تغادر المراحيض إلى شوارع الخيانة

كفى بريس

يتغير الزمن وتتوالى الأحداث وتختفي ملامح سابقة وتحل مكانها ملامح جديدة لعالم أكثر تطورا وحداثة وحضارة، وتتغير أيضا صيغ النضال في العالم، كما تتشكل خطابات متجددة تنسى ما فات وتبدع تماشيا مع ما يتطلبه العصر الرقمي الذي تجاوز خيط الهاتف وتجاوز الترهات العتيقة.
كل شيء يتغير، وحدها أجندة الأعداء تحافظ على مواعيدها وصيغ تصريف خطابها بل تحافظ على الملامح نفسها، والسلوكيات ذاتها، تبقى "وفية" للعقم الذي أصابها منذ أن أعلنت العداء للوطن.
هكذا هم الجالسون على طاولة القمار، يرمون ورقة وتحترق بعد الكشف عنها، ثم تأتي ورقة جديدة، هي الان ورقة ناصر الزفزافي ومن معه، ورقة احترقت في باريس، ويحاول كهنة معبد الخيانات، أن ينفضوا عنها الرماد وأن يمسحوا ما علق بها من تفحمات لن تزول.
لن نعتبر المحامي عبد المولى الماروري، واحدا من الذين يجلسون على الطاولة، لأنه بدوره مجرد ورقة في "كارطة" الأشباح. هو مجرد ورقة ناطقة حاولت تأكيد مزاعم ناصر، والانتصار لمنطق البهتان ضدا في الوطن، وطمعا في المجد الزائل.
المحامي المذكور، شدد وعض بالنواجد على مسألة التعذيب الذي تعرض له ناصر الزفزافي، بل سار في درب المؤخرات وقال بأن فلان تعرض لاعتداء من الخلف، وتم العبث بمؤخرته.
كأننا في القرن الماضي، من زمن ولى وأدبر، زمن لا علاقة له بمغرب اليوم، ولا علاقة له بعالم اليوم، زمن كان المناضل يخجل من القول أنه تعرض للعبث بمؤخرته، زمن الرجال طبعا.
 لكننا اليوم نقف امام "البراهش" وأشباه الرجال الذين لا يتورعون عن الإدعاء بأن مؤخرتهم تعرضت "للتخوار" أو ما شابه ذلك.
اليوم نقف امام جيل جديد من "المنادلين"، وحاشا أن تكون لهم صلة بالنضال، لأن المناضل يموت من اجل وطنه ولا يخلع بيعته وهويته، يناور ويحاور ويقاتل من أجل هويته، من اجل مغربيته..
المحامي الذي انضم إلى نداء المؤخرات، عليه أن يخجل من نفسه وهو يجلس في منزله ويسترجع ما قاله في حق وطن أعطاه سقفا..
عليه أن يخجل من الكذب على التاريخ، فالغد قريب وناظره لن يتعب من ترقب النهاية، وستتغير الوجوه والأسماء لكن الوطن لا يتغير..