رأي

عبد الحق غريب: الحاجة لعقد مؤتمر استثنائي عاجل للنقابة الوطنية للتعليم العالي

يتساءل الرأي العام الجامعي هذه الأيام حول الصمت المريب وغير المبرّر للمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي تُّجاه الغليان الذي تعيشه كل المواقع الجامعية.. ويتعجّب لاختفاء الكاتب الوطني دون سابق إنذار!؟
ماذا يجري بالجامعات المغربية؟
وجهت وزارة التربية الوطنية مذكرة إلى رؤساء الجامعات في شأن مشروع دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلك البكالوريوس، بتاريخ 17 أكتوبر 2019، تذكرهم فيها بحرصها على الاستمرار في المقاربة التشاركية، وتطالبهم بمدارسة وتوسيع المشاورات بشأن  هذا المشروع في مختلف الهياكل الجامعية ثم موافاة الوزارة قبل تاريخ 31 أكتوبر 2019، بالخلاصات التركيبية..
وقد أثارت هذه المذكرة ضجة غير مسبوقة وسخطا عارما وسط الأساتذة الباحثين في مختلف المواقع الجامعية، وموجة من التذمّر والاستياء، حيث عبر الأساتذة الباحثون وسجلوا، سواء عبر مكاتبهم الجهوية والمحلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي أو عبر شعبهم، رفضهم القاطع والمطلق لهذه المذكرة وللإصلاح البيداغوجي، وندّدوا بهذا الأسلوب البائد والمتهور واللامسؤول التي تنهجه الوزارة لتمرير الإصلاح، مستنكرين اختيار الوزارة الأسلوب الفوقي والأحادي ونهج مقاربة جزئية وتقنية محضة للإصلاح البيداغوجي، ضاربة عرض الحائط المنهجية التشاركية المشار إليها في المذكرة، والمقاربة الشمولية للإصلاح.
وأمام هذا التذمّر الكبير الذي يعيشه الأساتذة الباحثون؛ والاستياء والقلق العميقين بسبب نزول المذكرة المشار إليها أعلاه، وأمام هذا التسونامي من البيانات والبلاغات للمكاتب الجهوية والمحلية للنقابة الوطنية للتعليم العالي، ورسائل ومحاضر الشعب في مختلف المؤسسات الجامعية، والتي أجمعت على رفضها للطريقة التي تسعى بها الوزارة لتمرير الإصلاح البيداغوجي، يحق لنا أن نتساءل:
- أين المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي من كل هذا؟
- ما هو موقف المكتب الوطني في شأن المذكرة الوزارية المشار إليها أعلاه وانقلاب الوزير على المنهجية التشاركية للإصلاح البيداغوجي؟
- ما رأيه في البرمجة الزمنية المحدّدة في المذكرة (حوالي 13 يوماً  فقط) من أجل دارسة وتوسيع النقاش في شأن مشروع دفتر الضوابط  البيداغوجية الوطنية لسلك البكالوريوس، من قبل الأساتذة الباحثين عبر مختلف الهياكل، بدءًا بالشعب وصولا إلى مجالس الجامعات، ومرورا بمجالس المؤسسات؟ - أليس هذا قمة الاستهتار والعبث واحتقار لذكاء الأساتذة الباحثين؟
يحز في أنفسنا كثيرا هذا الصمت المريب للمكتب الوطني أمام ما يجري في مختلف المواقع الجامعية، ويحز في أنفسنا أكثر اختفاء الكاتب الوطني، الذي يُفترض فيه هذه الأيام أن يملأ الدنيا بحضوره وتصريحاته وحواراته الصحفية لتنوير الرأي العام الوطني والجامعي حول الإصلاح البيداغوجي؛ وليفضح نيّة الوزارة في سعيها الحثيث لتمريره بشكل جزئي، فوقي ومتهور.
أما الخطير في الأمر، هو التصريح الذي قدمه نائب الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، اليساري التقدمي، لموقع "لكم" حول هذا الموضوع، حيث تحدث فيه عن إقصاء ممثلي النقابات (بصيغة الجمع) من المشاركة في هذا الإصلاح، في إشارة إلى النقابة الخصم.. ليتحول بذلك وبدون سابق إنذار، إلى محامي نقابة العدالة والتنمية!!!
من أجل كل هذا وذاك، بات من الضروري عقد مؤتمر استثنائي عاجل للنقابة الوطنية للتعليم العالي لانتخاب قيادة وطنية جديدة، قوية ومنسجمة ومسؤولة، قبل فوات الأوان.. إن لم يكن قد فات فعلا.
*عبد الحق غريب، أستاذ التعليم العالي