على باب الله

البيجيدي يصافح البام أمام أعين أخنوش ولشكر يرقص مع مبدع

المصطفى كنيت

فتر الحماس، الذي أظهرته النخبة السياسية قبل التعديل الحكومي، وبات واضحا أن الأحزاب تعاني من العديد من الأمراض، وأكثرها تؤدي ـ حتما ـ إلى الموت... موت السياسة.

فقد مد حزب العدالة والتنمية يده إلى حزب الأصالة والمعاصرة في طنجة، و تبادل سلاما حارا، أتاح لمرشحة "البام" الصعود إلى الرئاسة، أمام أعين عزيز أخنوش، الذي رمى هذا التحالف بمستشاريه للصفوف الأخيرة، وأمام استغراب ـ أيضا ـ عدد من قياديي "البيجيدي" نفسه، الذين لم يستشاروا في هذه الخطوة، رغم أنهم يتحملون المسؤولية في الكتابة الجهوية بطنجة.

و حدهم خصوم حكيم بنشماس صفقوا لهذا التحالف، الذي لا نعرف ما إذا كان لبنكيران يد فيه، خاصة وأن الزميلة، فاطمة حساني، لم تكن من سدنة "الأمانة العامة"، التي خلفت إلياس في قيادة "التراكتور".

ولاذ حزب التجمع بالصمت، وتوقفت تلك الجولات المكوكية التي كان يقوم بها أخنوش طولا وعرضا لتقديم البديل السياسي، القادر عن حل ما عجزت الحكومة الحالية عن تقديمه، و عاد إلى مكتبه في الوزارة، في انتظار أن تجود السماء بالغيث.

و على الذين سخروا من الحسين عبيابة، الناطق الرسمي باسم الحكومة، حين أشار إلى السماء، عندما سأله مراسل وكالة أجنبية في أول لقاء صحفي له بعد التعيين، أن يدركوا أن إشارته تلخص الحقيقة، في بلد يرتبط فيه  تدبير الشأن العام بمقادير التساقطات.

وحده إدريس لشكر بدا مزهوا بالاحتفال بالذكرى 60 للاتحاد الاشتراكي، في حفل غاب عنه قادة الحزب الكبار، وحشد له الحزب "مناضليه" من كل الأقاليم، من أجل ملء قاعة تسع بالكاد 1400 شخص، و رقص فيه رقصته الأخيرة على أنقاض ما تبقى من حزب المهدي بنبركة، تماما كما رقص الوزير السابق محمد مبدع، في حفل زفاف ابنه الباذخ، مع الشيخ عبد المغيث، مبررا كل مظاهر الإسراف الفاحش، بكون العروس تنحدر من نسل وزير أول فرنسي.