رأي

محمد الشرادي: حرق العلم الوطني.. استفزاز للمغاربة جميعا

تابعنا كمغاربة العالم كما تابع أبناء الشعب المغربي داخل الوطن العزيز، ذلك التصرف الصبياني الجبان الذي أقدم عليه بعض المرتزقة المحسوبين على "حراك الريف" والمتمثل في الإساءة لأحد ثوابت أمتنا المجيدة، إحراق العلم الوطني الذي استشهد من أجله العديد من خيرة أبناء الوطن ، والعمل الإجرامي تم كما يعرف الجميع خلال مسيرة نظمت بالعاصمة الفرنسية باريس بعد أن دعا إليها والد ناصر الزفزافي بمناسبة ذكرى وفاة بائع السمك بالحسيمة محسن فكري.
هذه المسيرة، وهذا الشكل من أشكال الاحتجاج لم يكن الهدف منه هو التأكيد على مطالب اجتماعية كما كان يوهمنا البعض، بقدر ما كان يرمي إلى الاساءة للوطن واستفزاز مشاعر المغاربة جميعا ، ناسين بأن تصرفهم الأرعن هذا كان موجها أساسا للمس بكل مكونات الشعب المغربي وليس لجهة معينة أو مؤسسة من المؤسسات، لأن العلم الوطني الذي نعتز ونفتخر وننحني له هو ملك لنا جميعا ولا يهم شخصا معينا أو جهة معينة كما أسلفت الذكر، وانطلاقا من هذه الحقيقة، أصبح لزاما علينا الدفاع عن علمنا الوطني والتنديد بشدة بهذا العمل الجبان الذي أقدم عليه هؤلاء الخونة ، وهو الشيء نفسه الذي حرك الملايين من المغاربة المخلصين لوطنهم ولثوابتهم المقدسة يشاركون  بتعليقاتهم التنديدية بهذا التصرف الإجرامي بمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة من أفراد الجالية المغربية المقيمين  بديار المهجر الذين  لم يترددوا ولو للحظة واحدة للتنديد بعمل هذه الشرذمة من التائهين في بلدان أوروبية يبحثون عن ذواتهم .
ما أقدمت عليه عناصر هذه العصابة من سلوك خطير مس مشاعر المغاربة داخل الوطن وخارجه،  أكيد أنه لن يساهم في شيء في قضية إيجاد مخرج لمعتقلي أحداث الحسيمة ،علما بأن ما اقترف في مسيرة باريس، هو امتداد لخرجات ناصر الزفزافي خلال الوقفات الاحتجاجية التي كان يدعو إليها ويمنع فيها رفع العلم الوطني ، وهنا لازلنا نستحضر التعنيف الذي تعرض له أخونا الحاج محمد لزعر رئيس الجمعية الخيرية الإسلامية بالناظور حينما رفع علم بلاده ليطالب بمطالب اجتماعية، فإذا به يفاجأ باعتداء وحشي يتعرض له بسبب إمساكه للعلم الوطني بين أيديه .
أية وطنية بقيت عند هؤلاء المرتزقة الخائنين وهم يعرفون جيدا بأن الوطن والعلم الوطني يبقى فوق كل الحسابات الضيقة ؟ ألا يشكل تصرفهم الإجرامي ضربة تسيء لمناضلي منطقة الريف الذين ناضلوا ولازالوا لسنوات إن لم نقل لعقود من الزمن حول مطالب مشروعة تسعى إلى التنمية، لكن من دون الإساءة إلى رموز الوطن ومنها علمنا الوطني .
هؤلاء الخونة الذين تطاولوا على العلم الوطني المغربي في مسيرة باريس  لا تهمهم أصلا أية مطالب اجتماعية ولا غيرها ، همهم الوحيد هو البحث عن الزعامة الكارطونية من خلال خدمة أجندة خارجية ومنع المواطنين المغاربة من حمل ورفع علمهم الوطني الذي يعتبر رمزا لأمتنا العريقة وهو الذي يجمع المغاربة مهما اختلفت قناعاتهم وتلويناتهم السياسية والفكرية.
المغاربة حينما يشاركون في وقفة او مسيرة تضامنية مع جهة من الجهات، يفعلون ذلك عن حسن نية ويرفعون علم بلادهم، فإذا بهم يفاجؤون بالاعتداء عليهم، لتتضح لهم الحقائق التي يخفيها هؤلاء الخونة الذين يعملون وفق أجندات خصوم مملكتنا الشريفة.
ليسجل التاريخ أن هذا التصرف الأرعن والإجرامي الذي أقدم عليه خونة مسيرة باريس قد خيبوا به آمال أبناء الريف المعتزين دائما بوطنيتهم ، وأنهم قد ساهموا بشكل كبير في تعقيد مسألة البحث عن مخرج لمعتقلين وأساءوا إليهم ، وعبروا مرة أخرى أن الأهم عندهم ليس هو البحث عن حلول للمشاكل ، بقدر ما يسعون إلى اصطناع المشاكل لخدمة أجندات الخصوم مقابل أورويات بسيطة وبسيطة جدا.