رأي

عبد المجيد مومر الزيراوي: نداء الوطنية و المواطنة

أحرَقوا وُرَيْقاتهم كاملة.. وأظهَروا للقاصي والداني حجم الحقد والكراهية اللذين تنبعث روائِحهما الكريهة من جوف أفواههم الخائنة، التي تردد نشيد الاسترزاق بحرق العلم الوطني المغربي.

أحرَقوا اللواء الأحمر، ونحن نعلم أن غاية مطالبهم إحراق وطن، وتشتيت شمل شعب، وزرع بذور تفرقة طائفية مقيتة لواحة للبشر.

لكن لا تنسوا أن اللواء الأحمر الذي تتوسطه نجمة خماسية له مرتبة الفداء في قلوب وضمائر كافة بنات وأبناء الشعب المغربي، بمختلف فئاته؛ فالعلم الوطني المغربي يظل عنوان الوحدة، والنصر والشرف للأمة المغربية.

فمن يا ترى يستهدف اللواء الأحمر الوطني؟ ولماذا في هذا الوقت تحديدًا؟ ومن وراء هذا الهجوم العدائي على رموز المملكة المغربية؟

إنهم أولئك الذين عاثوا سبًّا وقذفًا بالباطل في حق المُكَوِّنات الثقافية المغربية بعد رفض الشعب مسايرة أهوائهم الفوضوية الضالة، ثم لجأوا إلى إشعال نار التفرقة العِرْقِيَة لِتَجْرِيدِ الريف من انتمائه الطبيعي والتاريخي إلى جغرافيا المغرب الموحد مع محاولة عزله عن عمقه الوطني. واليوم، ينعتون شرف الانتماء بأوصاف تندى لها الجُبُنُ وتُدَانُ من جُرْمِ وقاحَتها براءة الوِلْداَن .

إنها الشرذمة ذاتها التي ما انفكت تحتقر تاريخنا الجماعي وتهين رموز الدولة المغربية. حيث قاموا خلال أعمال شغب سابقة برفعُ عَلَم كيانات وهمية اعتزازا بها، وعمدوا إلى إنزال العَلَم الوطني، بل تجرؤوا اليوم على إحراقه وتدنيسه.

وتأملوا معي خبث الأساليب الدنيئة التي تحاول جعل الشباب مثل "رَاحِلَة" تحمل مخططات الانفصال ودسائس الخيانة العظمى والتحركات المفضوحة ضد المؤسسات الدستورية الوطنية. وذلك بهدف التشويش على التعبئة الجماعية لتدشين المرحلة الجديدة التي يدخلها المغرب، وعرقلة الانخراط الجماعي في العمل التشاركي المعلن عنه من أجل إيجاد سبيل الارتقاء الاقتصادي المتوازن وتحسين الوضعية الاجتماعية الهشة للفئات المُسْتَضْعَفَة وفق مبدأ المساواة والعدالة وسمو القانون.

إننا فعلا أمام أجندة غير بريئة وهدامة تحاول استغلال حساسية الظرفية الراهنة قصد خلق البلبلة السياسوية وتسفيه كل شيء! دون تقديم حلول وأجوبة عميقة ودقيقة؛ وهكذا يجد الشباب المغربي نفسه محاصرًا بين نزعة ظلامية خرافية تستغل الدين للوصول إلى ممارسة السلطة وبين نَغْزَة حَيَوانية توحشية تلبس لبوس المطالب الاجتماعية والدفاع عن حقوق الإنسان قصد إلحاق الأذى بوحدة الوطن المغربي. والرابط المشترك بين دُعاتها ومُرتزِقَتِها يتجسد في عدم امتلاك مشاريع سياسية ذات أسس ثقافية حقيقة أو بدائل اقتصادية ذات أبعاد تنموية تعتمد لغة الأرقام والإجراءات الواضحة.

فاحذروا شر جبهة العدميَّة الجديدة التي يقودها المسترزقون بحقوق الإنسان عبر خلط الأوراق وتضليل الرأي العام.. هذه الجبهة تحاول الاقتيات على فشل المنظومة الحزبية في تنزيل مكتسبات التعاقد الدستوري عبر التجدد واستقطاب الشباب. وذاك ما جعل المشهد السياسي يتيح الفرص تلو الأخرى لرموز التدمير القيمي وأعداء الوحدة الترابية الوطنية، نتيجة طغيان العبث السياسي الذي دق آخر مساميره في نعش المنظومة الحزبية، والذي يعطينا إشارات واضحة على نوع المنعرج الخطير الذي يهدد أمن الوطن القومي.

إن الوقائع الملموسة التي تفضحها التحركات المشبوهة لخدام مخططات التفكيك الخارجية تستوجب من الجميع رفع مستوى اليقظة والحذر الشديد عبر التحلي بالمزيد من المسؤولية والالتزام، والتخلي عن الفردانية الأنانية من خلال التعاطي مع الشأن العام بقيم الوطنية الجادة أولا وأخيرا، لمواجهة مرتزقة جبهة العدميَّة التي تسعى إلى إشعال لهيب صراع غير معلوم العواقب هدفه التأثير على مسار قضية الوحدة الترابية و تهديد السلم المجتمعي.

فلابد -إذن- من مواجهة الأوضاع بحزم وعزم عبر استنهاض قِيَم المواطنة المسؤولة التي تجعل من الشباب قوة باعثة للأمل، قوة مدافعة عن استكمال البناء الديمقراطي الدستوري وترسيخ الشعور بالكرامة وشرف الانتماء الوطني وتشكيل صمام أمان للوطن الواحد المُوَحَّد.

وبِلُغَة النقاش الهادف و الحوار العقلاني الذي يُعاكِس أهداف جبهة العدمية والانحطاط التي تهدد الوطن والمواطنات والمواطنين، نؤكد للجميع أنه لا يمكننا -اليوم- الوقوف موقف المتفرج أمام لعبة خارجية خطيرة على مسار الممارسة الوطنية الديمقراطية الدستورية السليمة. فلا محيد لنا جميعا عن ضرورة تجديد معاني الوطنية الواعية التي تضمن لنا شروط القدرة على احتواء تراكمات الماضي والحاضر لربح معارك المستقبل، والتَّصَدِّي لأخطار البُلْهِ المُقَلِّدِين المُتَطَاوِلين المُتَرَبِّصين بثوابت الوطن المغربي الموحد، أولئك الذين يحاولون تمييع وتسفيه المطالب السياسية الوطنية الدستورية الجادة التي تدافع عنها التيارات الشابة الصاعدة والمنبثقة من رحم الشعب المغربي والمعبرة عن قضاياه ومطالبه الحقيقية، وفي مُقدمتها ربح معركة الوحدة الترابية و استكمال البناء الوطني الديمقراطي والتنموي.

 

 # الله الوطن الملك

 عبد المجيد مومر الزيراوي 

  رئيس تيار ولاد الشعب