رأي

عبد المجيد مومر الزيراوي: الشبيبة الاتحادية و اللَّمَّةْ دْيَالْ رُوَّادْ لْهَدْمَة !

لكلِّ مقامٍ مقال .. و لكلِّ غاية مفيدة نسْتَرْسِل في تنوير العقول بالإشارة الى أن النضال السياسي الواضح و الرزين لابد و أن يمارس حقَّهُ المكفول في الرأي و التعبير داخل المؤسسات الحزبية. و بالتالي فإن اللَّمَّة الحقيقية لها بيتُها الاتحادي الكبير بأُفُقِهِ الديمقراطي التشاركي الذي يَسَعُ كل الاتحاديات و الاتحاديين رغم اختلاف الآراء و رغم ماضي إحتكاكات التدافع التنظيمي.
و لِنَنْطَلقْ من مبادرة المصالحة  الاتحادية كما طرَحهاِ الأخ الكاتب الأول ادريس لشكر ، حيث التزمَ بإحداث تغيير حقيقي داخل حزب الاتحاد الاشتراكي و فتح أبواب العودة و الرجوع أمام  كل الطاقات الحزبية التي غادرت الحزب في المرحلة الماضية. و حتى الهدف من الاحتفال بالمصالحة صارَحنا فيه الأخ إدريس لشكر الكاتب الأول للحزب بالتأكيد على أنه لا تُحركه رغبة ذاتية ، أو تفرضهُ حسابات ضيقة، بَلْ يشكل فرصة لنا جميعا لأخذ العبرة من الماضي لبناء المستقبل.
و لأن الثقة لا تسْتَقيمُ مع التفتيش فيما ما وراء النوايا فذاك من هوس الرذيلة .. أوْ لأنَّ التَّعَلُّمَ من الأخطاء سبيل الحكمةِ و الفضيلةِ ، فلا بأسَ من الإقرارِ بمسؤوليّاتِنا المُشْتَرَكة عن انحسار الفعل السياسي الاتحادي نتيجة صراعات داخلية كارثية سابقة لِوِلاَيَة الأخ الكاتب الأول إدريس لشكر ، و أذكر منها على سبيل التخصيص : حدث إصدار نشرة اتحادي الإليكترونية و ماتلاهُ من زلزال حزبي و لجوءِ المكتب السياسي إلى استعمال سلاح الطرد بلا موجب قانوني. و ذلك بغرض تكميم الأفواه و تصفية الحسابات و خنق حري تلرأي و التعبير في الحزب من طرف جزء عريض من القيادة السياسية آنذاك.
 و إنْ كَذَّبْتُمُونِي - أوْ من باب حقِّكُم في الحصول على المعلومة - إسألوا قَيْدُومَكُم المَسْتُور أن يُواجِهَنِي أمام الاتحاديات و الاتحاديين حتَّى أُذَكِّرَهُ  بعدد الذنوب السياسية التي ارتكبْناها جميعنا، و الأسباب الحقيقية للعديد من الصراعات التنظيمية ، و كيف ساهم صَاحِبُنَا المَعْلُومْ في تغذية نعَراتها الهَدَّامَة و الخروج بها عن إطار النقاش من داخل المؤسسات.
إن المصلحة الحزبية تنطلق من اعتماد الوسائل الشرعية و لا يمكن أن تتَحقق بالتَّسَيُّبِ و سطو قطاع وهمي على قطاع حزبي. كما أن اللَّمَّة لا يجب أن تكون من أجل " اللَّحْمَة " بل في سبيل تجديد أواصر اللُّحْمَة. و هي بالأساس لُحْمَةُ المصالحة و الانفتاح ، التي تناشد الاتحاديات و الاتحاديين بضرورة الدخول في زمن المرحلة الجديدة بهدف إستعادة الاتحاد الاشتراكي لموقعه الطبيعي في ريادة المشهد الحزبي بعيدًا عن جاهلية الانتقام السياسي التي لا و  لن تساعد على ضمان الاستمرارية للفكرة الاتحادية و لا تحمل هَمَّ المستقبل المُشترك .
نعم .. أَنْ نطالب بالمحاسبة و التغيير الإيجابي فَذَاكَ يعني أن نُنَاضل من داخل المؤسسات الحزبية مع احترام حق الجميع في تحديد مصير حزبهم .. فالمؤتمرُ القادِمُ سَيِّدُ نَفْسِهِ.
و أيضا نعم .. َأَنْ َنرفع لواء الحداثة و الديمقراطية فَذاكَ يعني أن الاجتهاد حقائقٌ مع وجود تلك النسبية ،
لكن أن تُجْمَعَ  الأموالُ  ، و أن يجتهدَ البعض في عبادة أصنام تنظيمية موازية ، فذاك محاولة استرزاق رخيصة باسم مُؤسسة إتحادية عتيدة إِسْمُها الشبيبة الاتحادية ، و التي هي مُقبلة على محطة سياسية حاسمة في القريب من الشهور ،.
بَخٍ .. بَخٍ .. لابأس أن يجتمع حضرة السفير مع جناب الوزير الغفير و بجانِبِهم المُنَظِّر الفيدرالي في تيَاسُرِ التنُوعِيرْ ومن خلفهم ذاك لَمْبَرَّعْ بِسَندَات لِحَامِلِها و بِئْسَ المصير .. لا بأس أن يلْتَئم حِلْفُ " رُوَّادْ لْهَدْمَة" تحت مظلة التضليل بِنُوسْتالجْيا الحنين الانساني-الإحساني في لَمَّة التشويش على مسار التحضير للمؤتمر الوطني التاسع للشبيبة الاتحادية  مؤتمر " الوفاء للحداثة" . 
لأن ذاكَ ما يجعل كل عاقل لبيب يطرح علامة استفهام عميقة حول وجود رغبة مشبوهة في الوصاية و الحجر على إستقلالية قرار الأجيال الحالية للشبيبة الاتحادية بمنظور جَيْلِي سلَفِي ساذج و غير بريء ، منطق التدليس التنظيمي مع بِدْعَة " قطاع  الأَقْدَمِيَّة ". 
و بلغة الشهيد عمر بنجلون نُذَكِّرُ الجميع أن الشباب المغربي لا يهُمهُ الماضي و لا نضالات الماضي بقدر ما يهُمُّه واقِعُهُ و مُستقبلهُ الذي يَراهُ مُظْلمًا. فاسْمَعُوا و عُوا ، وَ إِذَا وَعَيتُم فَتَرَفَعُّوا .. هُوَ ذا الاتحاد ليس يُصْرَفُ اليوم مثل سنداتٍ لِحَمَلَتِهَا ، هُوَ ذَا الاتحاد لا بديل عن إطاره التنظيمي القانوني .
فَمَرْحَى بِلَمَّة النقاش و التناظُر المُثْمِرِ من داخل المؤسسات الحزبية الاتحادية ، مرحى بِلَمَّة كل الأجيال في عرس المصالحة الاتحادية ، مرحى بمطالب الكرامة و المساواة و التغيير  الاجتماعي و الحريات الفردية و الديمقراطية و الحداثة مع إلْتِزامِنا الإيجابي بمرجعية القوانين التنظيمية لمؤسسة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية .
عبد المجيد مومر الزيراوي
عضو سابق بالمكتب الوطني للشبيبة الاتحادية