على باب الله

الفم المزموم ما تدخلو ذبانة

المصطفى كنيت

يقول المثل الشعبي: " الفم المزموم ما تدخلو ذبانة"، و لقد حل وحيد خاليلوزيتش، فهمه أكثر من اللازم، غير أن البعض يأبى إلا أن ينش الذبان من على شفتيه، ليس دفاعا عن كرة القدم المغربية المسكينة، ولكن دفاعا عن رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، فوزي لقجع الذي فشل في أن يصبح وزيرا.

و لقد تورى لقجع عن الأنظار، حتى كاد ينساه المغاربة، تماما كما نسوا إلياس العماري... الذي حاك مؤامرة "تعيينه" على رأس هذا الجهاز، ومن حق المغاربة، كل المغاربة، أن يقفوا صفا واحد ضد تجار الوهم، و ضد الطبالين الجدد، الذين يفتعلون الطنين لتحويل أنظار المغاربة عن الحقيقة.

و الحقيقة المرة، أن جامعة كرة القدم فاشلة، ولقجع فاشل، و المدرب الذي تعاقد معه فاشل أيضا...

ولعل السؤال الحقيقي الذي ينبغي طرحه هو: من يريد "الخدمة" في الكرة المغربية؟ ويترك وحيد وحيدا، يشعر باليأس و الألم و الإحباط، و يتحمّل الخيبة و الهزيمة، و ينقل، بلسانه، الكفر، باللاعب المحلي، بعد أن كان آمن به، لكنه ولى الأعقاب، بعد أن دسوا االثوم في فمه، إلى أن أصبحت رائحته كريهة كريهة لا تطيق شمها أنوف المغاربة.

 ثم وقفوا يتفرجون عليه، وهو يجني السخط والهزيمة تلو الهزيمة، رغم أنه قال منذ البداية لن يصل منتخبكم إلى " مونديال قطر".

هكذا ... تجريب في تجريب إلى ما لا نهاية من دون القدرة على بناء منتخب متماسك الصفوف.

هذه هي المصيبة، التي أصابت كرتنا في مقتل.

ومع ذلك هناك من يتجرأ ويشهر سبابته، ليشهد بالقجع، وينش الذبان على فم خليلوزيتش، هذا الاسم الذي لا يريد أن يستقيم في أفواه المغاربة.

و حده فوزي لقجع يعرف السر، الذي جعله يتعاقد مع مدرب لم يلتزم بأي شيء إلا الهزيمة، ومع ذلك يتقاضى 80 مليون أو أكثر، ويجد من يدافع عنه، ويدافع عن لقجع أيضا... ربما لأن "الأنابيك" أدمجه من أجل أن يقوم بهذه المهمة.