قضايا

هل يستوعب أمزازي حقيقة أن لا إصلاح بوزارة التربية في ظل كتيبة بلقاسمي؟

إدريس شكري

يدخل إصلاح قطاع التربية الوطنية العشرية الثالثة عقدين من الإصلاح بدءا من الميثاق، مرورا بالمخطط الاستعجالي، وانتهاء بالرؤية الاستراتيجية.

 و الأكيد أن رجلا ينتصب بقامة يوسف بلقاسمي، منشغل بإيجاد التسمية الموالية لما بعد فشل الرؤية الاستراتيجة، وإن كان سعيد امزازي وكتيبة يرونه  بعيدا، بينما يراه الباقون قريبا وضيفا يتردد في طرق باب منظومة عصية الإصلاح.

فبعد أن كان سقف مطالب شغيلة القطاع، وعامة الرأي العام المغربي تطالب بإبعاد صاحب عبارة "المتوجات"، لم يعد أمام المنشغلين بهمّ أوضاع وزارة باب الرواح، سوى فتح ملف  كاتب عام بات جزء من عقدة الإصلاح المنشود...

 مالك أسرار الوزارة، ورجل القرار الفعلي، ومهندس الكثير من القرارات، ورجل الظل الذي خرج إلى الواجهة، بعد أن عمر في منصب الكتابة العامة طويلا، يوجد في عين العاصفة.

منطق الأشياء، يقضي أن يبحث بلقاسمي لنفسه عن مخرج، و أن يغادر معززا، قبل أن يقال أو يصبح عبئا على وزارة منحته كل شيء، وموقع حصنه من كل التقلبات، رغم تعاقب الوزراء، وتفجر الازمات والفضائح، منها ما يشكل جزءا من تفاصيل مطبخ داخلي، مشبع بالسم والدسم، وبين قضايا رأي عام، نجح  بلقاسمي في أخذ مسافة معها.

لكل إصلاح رجالاته، وبلقاسمي،  ومن يدور في فلكه، من مدراء مدريات، اختارهم بعناية حتى لا يحجبوا عنه الأضواء، وبتكليفات تحولت من استثناء إلى أصل ثابت إلى أن يجد الكاتب العام الرجل المناسب للمسؤول المناسب، يحصدون الريح رغم أنهم لم يزرعوا العاصفة، لكنهم صمتوا حيث لا مدعاة للصمت، والأمر جلل يرتبط بمصير أجيال و مستقبل وطن.

منذ 2007، وابن فكيك يتربع على واحد من أهم المناصب وأكثرها حساسية. صانع القرارات والمذكرات والبلاغات، كثير الفعل، قليل الكلام،  لم يعد بجعبته شيئا ليقدمه، وكل يوم إضافي في منصبه، مجرد خسارة لرهانات وآمال عراض.

مخطىء من يعتقد أن بلقاسمي يمكن أن يقود برامج الإصلاح، فالرجل استنزفته المسؤولية حتى وجد نفسا اطفائيا يلاحق المشاكل والاختلالات لمحاصرتها ومنع انتشارها.

الأخطاء التي راكمها بلقاسمي، بسذاجة أحيانا، وبسبب التعالي والغرور، وكذا عدم تقدير تبعات منطق التدبير بالولاء ضدا على كل مقاربات النجاح والتميز.

كتيبة بلقاسمي وأقوضاض، تتحمل كامل المسؤولية عن المأزق التدبيري الذي تعيشه وزارة أفرغت من كل الأطر، بسبب صراع المواقع، و من الصعب جدا اليوم إفساح الطريق للاطر التي تستطيع إحداث الطفرة التدبيرية بعد أن ثبت حسابات الضامة عند الكاتب بلقاسمي تشبه لعب " طرح ضامة" يمكن أن تقود إلى انتصار صغير تمحوه خسارة " طرح ضامة موالي".

معنى ذلك أن لا أفق استراتيجي، و أن لا قرارات تتجاوز تتجاوز أرنبة الانف، وأن التدبير بمنطق حسابات الربح والخسارة للكاتب العام، وليس حسابات الوطن ومستقبل الأجيال، وأهمية قطاع يشكل مفتاح لتجاوز الكثير من انكسارات وطن يتوق الى الانعتاق من دوامة إصلاح لم يعد ممكنا في ظل رجالات أخذوا  فرصة جيلين كاميلن بحصيلة  صفرية.

الإصلاح يتطلب قرارات كبرى، ومؤلمة أحيانا، والوزير أمزازي لم يعد أمامه ما يخسره، و أن رهانه الحقيقي على الربح المتوقع من إزاحة "مسامر الميدة" التي ترهن تدبير الوزارة وتقايض على مصالح في كل القرارات الكبرى و الصغرى.