على باب الله

جنازة لقجع ودموع الأعرج

المصطفى كنيت

ظهر فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية لكرة القدم، حزينا، خلال تشييع جنازة والد اللاعب الهولندي من أصول مغربية احتارين.

و تحمّل لقجع ( شخصيا) عناء السفر إلى الحسيمة، يوما واحدا بعد إعادة هيكلة الحكومة.

و وصفت المواقع "الإخبارية" ( والله أعلم) التي كانت ترشحه لأن يصبح وزيرا، و يستولي على "حقيبة" محمد بنشعبون، حضوره الجنازة، بـ "التفاتة إنسانية معبرة"، وزادت أن الجامعة تحملت تكاليف نقل الراحل، رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه، من هولندا إلى المغرب ( والله أعلم) أيضا.

و نشرت صورة  للقجع مطأطئ الرأس.

لقد كان من الممكن أن يحضر لقجع هذه الجنازة، كما يحضر عشرات الآلاف من المغاربة، الجنائز كل يوم، من دون حاجة إلى نشر مثل  هذا الخبر، وتلك الصور، ليبقى للحضور مدلوله الإنساني، و أن لا يتحول إلى مناسبة لـ "مسح الكابا" لمسؤول أثبت فشله في تدبير شؤون الكرة، حتى يضمن لقجع لنفسه، على الأقل، آجر حضور هذه الجنازة، علما أن تشييع الميت: " فرض كفاية" إذا قام به البعض سقط عن البعض الآخر.

لقد كان لقجع ـ ربما ـ بحاجة إلى الهروب من العاصمة، لأنه لم يستحمل أجواء تبادل السلط والمفاتيح بين الوزراء الجدد والقدامى،  وكان ـ ربماـ بحاجة إلى دموع وزير الثقافة والاتصال، محمد الأعرج،  الذي صار في خبر كان، و ودّع الوزارة بالبكاء، ولم تنفعه كل المقالات، التي أصرت على استمراره في الحكومة ( وزيرا وزيرا وزيرا).

 و بهذه المناسبة، لا ينبغي أن ننسى أنس الدكالي أيضا، الذي لن يضطر لتقديم تصريح بالشرف يكشف فيه عن دخله كل سنة، للحصول على تقاعد تكميلي، مادام يملك من "التماسيح"... ما يجعله في غنى عن سمكة صغيرة.

و على رأي المثل الشعبي: " لي جات جمالو تيرحل)، غير أن الكثير من مسؤولينا لم يتكيفوا مع هذه المنطق، ولم يستوعبوا أن النجاح ليس مجرد تجريب الحظ، بل، أيضا، مرهون بالامتلاك القدرة والكفاءة.

وعلى رأي المثل أيضا: "البكاء وراء الميت خسارة".