رأي

رشيد لزرق: موسم الضرب تحت الحزام بين الأحزاب

المؤشرات الأولى التي بدأت تلوح اليوم هي أننا سنشهد ارتفاعا في صراعات الطبقة السياسية، قبل حلول موعد الاستحقاقات القادمة، وقد بدأ التراشق منذ تشكيل حكومة العثماني؛ وتواصل هذا المنحى البئيس يفاقم فقدان الثقة في الطبقة السياسية من جهة، وفقدان الأمل بتحسن الأمور من جهة ثانية، كما سيجعل الكثيرين يقاطعون الشأن السياسي الذي يتصف بمناخ سياسي ملوث وبمنظومة حزبية معطوبة؛ كما بات مليئا بالاستقطابات والمشاحنات الشخصية ويدار تقريبا بنفس الوجوه الباهتة.
واعتقد بأنه يبدو من الآن كأن الرهان الانتخابي سيجعل أكثر المعنيين بالانتخابات، والأوفر حظاً في الفوز، هم أولائك الذين يوجدون في الحكومة، حالياً، وهم كذلك الأكثر شراسة واستعداداً لاستعمال كل الأسلحة للبقاء في "بلايصهم" وأماكنهم.
وقد بدأت تظهر بوادر حرب في معسكر الأغلبية الحكومية، في وضع سوريالي يجسد المناورات والضربات تحت الحزام بين مختلف أجنحة التحالف الحكومي في صراع ذي طابع شخصي للأسف وبدون برامج أو حلول لمشاكل وانتظارات المغاربة.
كما يبدو،أيضا، أن الحل الوحيد لحشد المغاربة، وإقناعهم بالذهاب إلى الانتخابات بعدما رأوا ولمسوا بأم أعينهم مهازل هؤلاء السياسيين هو إصلاح سياسي شامل؛ في ظل مؤشرات كارثية عن الاقتصاد الوطني الذي يئن تحت وطأة التضخم وتراجع القدرة الشرائية والمديونية وحجم إهدار المال العام.
* خبير في القانون الدستوري متخصص في الشؤون البرلمانية والحزبية