قضايا

حين يمرض الملك

سعد كمال

حين تمرض رئة الملك، تتنفس هواء نقيا، يصل طيبه إلى الرأي العام، فيشم رائحة الشفافية في تعامل القصر مع المواطنين.

ما أصاب رئة الملك، يمكن أن يصيب رئة أي مواطن، مع فرق أن رئيس الدولة المغربية، محمد السادس، اختار أن يشرك المغاربة، خبر هذه الوعكة الصحية العابرة التي تقتضي الخلود بضع أيام إلى الراحة، لتطمئن قلوبهم، و ليرفعوا أكف الضراعة إلى الله بالدعاء أن يحفظ أمير المؤمنين.

و يكفي الاطلاع على ما حبلت به مواقع التواصل الاجتماعي من خالص الدعاء إلى العلي القدير بالشفاء العاجل للملك.

ومنذ أن اعتلى محمد السادس العرش، كان حريصا على إطلاع الرأي العام على حالته الصحية، كلما اقتضت الضرورة ذلك، فقد ظهر الملك، ذات مرة و هو يستند إلى عكاز بسبب ألم في رجله، و كشف بلاغ للديوان الملكي تفاصيل العملية الناجحة التي أجراها على العين، و ظهر في صورة محاطا بأفراد الأسرة الملكية عندما أجرى عملية بسيطة على القلب.

إن الحرص على كل هذه الشفافية و الوضوح يترجم رؤية الملكية، للمفهوم الجديد للسلطة، من جهة، و التقدير الكبير الذي يحمله الملك بين ثنايا قلبه للمواطنين، وهي ثقة متبادلة تقوي أواصر و روابط التلاحم بين العرش والشعب، من جهة ثانية.

إنه أسلوب في إدارة الحكم، فالشعب يحتاج، دائما، إلى معرفة أحوال ملكه، والملك لا يبخل عليه بإطلاعه على كافة تفاصيل حياته، بما في ذلك صحته ومرضه.

إنها قناعة تجعل الملك حريصا على إشراك شعبه، وجدانيا، في ما يحس به، حتى حين يتعلق الأمر بالمرض، الذي يندرج تحت عنوان: الخصوصية، غير أنها خصوصية لا تمنع ملك البلاد من الإعلان في بلاغ رسمي أنه أصيب بمرض سواء كان نزلة برد أو التهاب فيروسي، لإيمانه الراسخ أن الحياة "مسرات وأحزان".