رأي

ادريس الروخ: كونية الجسد

المسرح لغة جمالية بأبعاد تشكيلية  تراعي اللون والضوء والتكوين... المسرح يسحر المتلقي بوسائل متعددة... انطلاقا من الجسد وتموضعاته على الخشبة ليخلق الجمال وينشر بإيماءات وأداء الممثل طقسا روحيا يؤثت به الفضاء ويوزع الاحاسيس على عموم الجمهور... يتفاعلون مع رقصاته... ويتغنون بإيقاعه... ويصمتون لسكناته..
فالجسد له أهميته القصوى في إيصال المعنى وتقريب المفهوم الدلالي للحدث الدرامي، وهو عنصر أساس في خلق الفرجة المسرحية... لذلك يجب ان يهيأ بشكل صحيح وان يدرب على كل الأشكال التعبيرية البدائية منها والمكتسبة... الغامضة والمفهومة... المشفرة والمقروءة..
تدريب الممتل على الفعل الجسدي والتعامل مع المواضيع المطروحة فوق الركح من الأهمية بمكان... فبفعل الاعتماد على مدارس التكوين المسرحي والتدريبات المختلفة في تقنيات الأداء يمكن ان يصبح للجسد قدرة على التعبيرات المختلفة وعلى رسم لوحات فنية فوق الخشبة بل اكتر من هذا ...يصبح الممثل ذا شاعرية جسدية... يتحول بين الفرح والحزن... بين القوة والضعف... بين الألم والانتشاء... بين كل أنواع التعبير المستعملة في قواميس الحياة..
مطلوب منا الآن ان ننفتح على عروض مسرحية معاصرة وبمفاهيم البنية البصرية الاستيتيقية، بموازات مع ما يحدث في العالم من انتشار تكنولوجي غير طريقة فهمنا للعالم... وربما العالم أيضا بحاجة الى مسرح يثور على كل الأشكال التقليدية الموجودة انطلاقا من البناية الى البنية الى مفاهيم الكتابة وما يصاحبها في تأتيت الفضاء بلغة قد تصبح عقيمة الم تكن ضرورية وفاعلة في اغناء البحث المسرحي بما يمكن ان يضفي نوعا من التجديد في مسرحنا المعاصر  ويشكل قيمة يصبح من خلالها العرض المسرحي صالحا لكل زمان ومكان..