على باب الله

إذا أحب الله قوما ابتلاهم وقد ابتلانا بـ "إكشوان إكنوان"

المصطفى كنيت

ليس "إكشوان إكنوان" وحده، منْ ابتلت به صحافتنا "المسكينة"، فقد دخل، هذه المهنة، التي يُقال، والله أعلم، إنها مهنة من لا مهنة له، الكثير من "إكشوانات إكنوانات"، الذين لا يجيدون لا حمل "الميكروفون"، ولا طرح الأسئلة، حتى أصبح شرفاء المهنة يخجلون من حضور الندوات أو تغطية الأحداث.

فلا تقلقوا من ظهور " إكشوان إكنوان" حاملا "ميكروفونا"، فما ذلك إلا ابتلاء للمهنة، التي ظلت تُبتلى، إلى أن طفح الكيل وبلغ السيل الزني، و بلغت الأرواح الحناجر.

وفي الدين، أن الله إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي له الرضا، ومن سخط فله السخط.

فلا بأس أن نصبر ، حتى يجعل الله لنا مخرجا من هذا البلاء الذي تحوّل إلى وباء، فأصبح الكسّال، والنجّار وبائع الخرق ..وهلم جرا، صحفيا.

وقد فتح حزب العدالة والتنمية لكتائبه أبواب المهنة على مصرعيه، فدخلوها سالمين أمنين، فلماذا نستكثر على " إكشوان إكنوان"، أن يصبح نجما لامعا في سماء هذه "السخافة"، التي وقع ضحيتها الطبيب الجراح والمفكر الأكاديمي السوري المقيم بالمغرب خالص جلبي.

و لا بأس أن يجرب "إكشوان إكنوان" حظه، مادام الكثير من الناس جربوا حظهم في هذه المهنة، ونجحوا، فأصبحوا من صنّاع الرأي العام، يضللونه كيفما شاؤوا و متى شاؤوا وأنا شاؤوا...

والواقع أن مهنة الصحفي، كمهنة ربان الطائرة، ينبغي أن يخضع لفحص سنوي تقني ونفسي، لكن في غياب مصفاة، فإن حتى "الحمقى" يجيدون حيزا لهم في المهنة، ولو بحمل "الميكرفون"، وهو حيز يكبر يوما بعد يوم، حتى امتلأت الندوات بالميكروفات، عوض الصحافيين.

و لا شك أن الجميع تابع الندوة الصحفية للفنان الشعبي الستاتي، و شيخة لا أذكر اسمها، و  لا أنكر عليهما حقهما في أن يحظيا بكل تلك "الميكروفونات".

و الواقع أن "ّ الميكرفون" جنى على القلم، فأصبح الناس "يتفرجون" أكثر مما يقرأون، وليس  من العيب أن يساهم "إكشوان إكنوان" في هذه الفرجة.

و من اليوم لن أومن بـ "الحكمة" التي ظل يرددها صاحبي علي على مسامعي كلما التقيته: " اطحن الكاغيط"، فقد جفت الأقلام أمام ضجيج الميكروفونات.

ولا يسعنا بالمناسبة إلا أن نبكي على هذا الحال، لأن "العين تحتاج إلى الدموع"، ونردد مع المرحوم محمد الحياني:

يا دموعي يا أغلى ما عندي

غير سيلي رخيصة

ما كاين باس.