رأي

ادريس الروخ: عودة المسرح

نؤمن بان المسرح كفضاء جماهيري يعتبر قيمة إنسانية ...يسهر على خلق جدل "استيتيقي" ...اجتماعي ...ايديولوجي... وفلسفي داخل منظومة بنيوية تهم جوانب متعددة من أمور المجتمع والذاكرة... انه يجعلنا جميعا نلتقي لكي نجتمع ونشاهد ونتطهر ( الكاتارسيس) ونفكر... قد نختلف لكن نناقش ونقبل بالرأي الاخر... ان المسرح بحق يعتبر منتدى لطرح الأفكار لمناقشتها وخلق طقس حضاري بلغة إنسانية تجعلنا جميعا في انصهار تام مع طبيعة كل موضوع ( العرض المسرحي ) طرح للنقاش... هذا ودون أن ننسى وظيفة المسرح ودوره الفرجوي والترفيهي على مدار اليومي..
انه بذلك سؤال اللحظة وسؤال الواقعية ... وسؤال ما قد يقع مستقبلا. ان المسرح رحلة في كل الازمنة والأمكنة... رحلة بداخلنا يأثر فينا وفي مشاربنا وطرق فهمنا للحياة وللآخر... يقرب المسافات بين العصور وبين الأجيال والجنسيات والأديان ... انه فلسفة وجودية وفي نفس الوقت لغة تواصلية.
العالم ( واعتقد ان أغلبيتنا وصل الى هذه القناعة ) بلغ محطة مهمة للتغير والتعديل في قيمه ومبادئه... لم بعد العالم كما كان... سواء تعلق الامر على مستوى الفكر... او الابداع ... او المعرفة ... او على مستوى المعاملات مع مكونات الحياة او كل ما يقع فوق الأرض..
( العالم قرية ) أصبح واقعا بشكل او باخر، اصبح مكشوفا ولم يعد عامل المفاجاة او السرية او بلغة الركح ( سحر المسرح ).
لذا فالمسرح اذا أراد ان يحافظ على دوره في خلق الحدث وإبهار العالم ... وكسر كل قيود التكنولوجيات التي تحد من وقعه ... .يجب ان ينفتح على أفق شاسع اكثر من اأي وقت اخر ... وان يطور فضاءاته الى أماكن عرض اخرى قد تخلق انسجاما مع ما يحدث حاليا..
 لقد فهم الكبار الذين سبقونا بان المسرح يجب ان يحيى بأشكاله المختلفة ومدارسه المتعددة، المسرح يجب ان يستمر وان يتسع وان يختلف بخلقه الجدل. تماما كما انطلق في البداية مع اليونان والعصر الايليزابيطي ... مرورا بموليير وبريشت وفيلار ومنوشكين ...كانتور..وبروك..والصديقي وعبد الصمد الكنفاوي...الخ.
المسرح لابد وان يأخذ مكانه الطبيعي كفضاء للتجمع..