رأي

عبد المجيد مومر الزيراوي: "ثُلاثِية الشُّيُوعِيَّة-الإِخْوانِيَّة "..مَقالاتٌ غاشِمَةٌ و أفعال آثِمَةٌ!

يأخذُ ذاك العفريت السليماني العقيم قلَمهُ و يَتَسلّحُ بالرأي اللئيم لِيَكتبَ إِفْتِتاحية تمجيدٍ لانتفاضةِ الأجهزة التناسلية لِقَرِيبَتِهِ البطلة-المتهمة بالجرم المعلوم، ثم يَتِيهُ بين صفحات " أخطار اليوم " جاعلاً أعمدتَها لسانَ حالِ نجومِ " الشيوعية الإخوانية ".و لعل ما يُضْحِكُني في رسوم الخَرْبَشات السُّلَيْمانِية هو سَعْيُ صاحِبِهَا إلى التَّشبُّه بِرَبِّ عَملِه " أبو الصِّفْرين " الذي حازَ مَسْكِنَهُ بين المجرمين في الزنزانة السجنية . و لعل الجميع يتذكر الأفلام الإباحية التي أنتجها وَلِيُّ نِعْمَةِ العفريت، و التي ابتدأت مشاهِدُها بِنَزع السروال قبل أن يَسْتَلَّ المجرم قلَمهُ ، و أخذَ يُداعِبُه بين أصابع اليد الواحدة حتى بلَغَ ذروة الانتشاء. و بعد أن سال مداد الفَانْطَازم على كرامة المرأة المُغتصبة، إستدارَ صاحب القلم ضاحكًا محاولًا مَحْوَ معالم الجريمة بتلك المناديل البيضاء. ثم إستجمع قواه الخائرة لكي يعود للبحث من جديد عن جسد ذي قوام رشيق و تضاريس أنوثة فاتنة. هكذا سلمت الجرة مرة تلو المرة ، إلى أن فضحت التسجيلات -التي كان يحتفظ بها- هوْل كوارث الاتجار بالبشر و بشاعة مصائب إستغلاله الجنسي للعاملات عنده بالجريدة و المستضعفات أمام سلطتِه و جبروتِه.
غير أن القدر لم يمهل العفريت السليماني العقيم حتى يبسط تمظهرات عُقدِه و مكبوتاتِه الجنسية كما فعل مُشَغِّلُهُ المُدانُ، فالمغامرات الطائِشة للشابة القريبة إلى نَسبِ هذا العفريت أسقطت كاتب الخربشات السليمانية في الحضيض ، و عرَّت عن سوأة المجون و فضحت هول المسكوت عنه من حمل متكرر و إجهاض اعتيادي .و بعد أن تسارعت الوقائع و طغى الجنس على فتاوى المقاصد و المقالات القذرة ، ظهر النفاق بين تقاطعات حروف الخربشات المتناثرة و حروف " الزين " الساقِطة في مستنقع الرذيلة. ثم أدرك الجميع أن التحكم الحقيقي الذي يرفضه آل الفقيه العالمي هو : التحكم في النزوات الشهوانية و التحكم في "الفانطازم" الذي رسم خطوط الملقط و المشرط على الجسد الجهيض و ما خفي كان أعظم !.
ثم أصبحنا و كأننا نتابع حلقات مسلسل " ثلاثية الشيوعية الإخوانية " ، حيث البطلة متهمة تَتَمَخْتَرُعلينا بقول الشاعرة: «أنا و الله أصلح لِلْمَعالي وأَمشي مِشْيَتي وأَتِيهُ تِيهَا .. وأُمَكِّنُ عاشِقي من صحنِ خَدِّي و أُعْطِي قُبْلَتي من يَشْتَهِيهَا ». نعم أنظروا كيف صرْنا أمام قصة تنظيم عائلي ، تجده إخوانيًّا مع  الإخوانيين ، و شُيوعيًّا مع الشيوعيين. و كأنه مافيا مُغلقة متخصِّصة في الاختراقات المُنظَّمَة، و التي انقلبَت تَتَمَسَّحُ اليوم بِأَهذابِ المشروع الحداثي الديمقراطي، بعد أن لم تنْفَعْهم خرقة التّْخُونِيجْ البالية في محو أثر الأفعالِ المجرَّمة بنصوص القانون، بل صارت تلك الخرقة تهدد المافيا بأزمنة القصاص.
و يبدو أن العقدة التي تدور عليها أحداث قصة " ثلاثية الشيوعية الاخوانية"، ستظل مرتبطة بفضيحة التلفيق بين تراث " حسن البنا " الإخواني و تراث " ماركس " الشيوعي ، حيث نجد أَحْمِيدَة لَفْقِيهْ يُجسد دور حسن الأب الروحي لعصابة " التدين الحركي " ، بينما يتماهى ذاك العفريت السليماني مع دور الفَهْلَوي الماركسي. و يظهر لنا الإختلاف بين الشخصيات فقط في الشكل و المرونة المتعلقة بحجم الاختراق الذي يراكمونَه داخل أوساط المجتمع خدمة لأجندات فوضوية هدامة. هي تكتيكات أو حيل يستطيع من خلالها أبطال "الشيوعية الاخوانية " تحجيم نقطة ضعفهم و تمويه الرأي العام بعد أن أصبحوا مُهدَّدين بانفضاح المزيد من المستور من أهدافهم المشبوهة. و هذا ما ينبه الجميع إلى ضرورة التمعن في أسلوب تبادل الأدوار و تعميم الأخطار، الذي تستعين به تلك الأقلام الحاقدة لتوصيف واقعة اعتقال البطلة-المتهمة و من معها. إذ أنهم لا يملكون غير هذا الخُلُق الساقط السفيه : نهجُ تحريض الناس على خرق القانون و ضرب المؤسسات بهدف التمكين لنشر الفوضى داخل المجتمع المغربي !.
و لا يمكن تبرير هذه الطريقة الحقيرة و الدنيئة و المجرَّمة -بالقانون و الأخلاق-، والتي لجأ إليها الفَهْلَوِي العقيم بأمر مباشر من العرَّاب أَحْمِيدَة لَفْقِيهْ العالمي ، و بمشاركة أسماء صحفية و حقوقية و سياسية. وذلك من أجل تغليط الرأي العام و فَبْرَكَة أطروحة تُمكنهم من صناعة وهمِ الاعتقال التعسفي للبطلة-المتهمة و من معها ، مع تحريف أسباب محاكمتهم عبر الترويج لشهادة طبية مبتورة الفقرات، و إستهداف الشرطة القضائية بأبشع النعوت و الصفات من أجل ضرب مصداقيتها بباطل الحملات الإعلامية المضللة. إن هذه السلوكات اللاَّقانونية قبل أن نَصِفَهَا بالكذب و التلفيق ، فإنها تُظهر بالملموس طبيعة الأفعال التي تعبر حقًّا عن قيمهم الدينية والوطنية والإنسانية. و هكذا نجد أن منشورات " أخطار اليوم " أماطت اللثام على سماسرة تجارة الترويج لمقالات التَّجْهِيل المُقَدَّس و التي تفسح في المجال أمام أشباه الكُتاب الذين لا هَمَّ لهم إلاَّ خدمة مخططات لا وطنية، أو البحث عن شهرة زائفة، أو جني أرباح مادية و إستقطاب النَّقَرات لِتعميم وِجْهَات نظر سطحية فاقدة للدقة و التدقيق و رافضة لمبدأ إحترام القانون. لذا نجد أن الشعار الذي يناسب ثلاثية الشيوعية-الإخوانية هو التالي: إنَّ مقالاتِكم لَغَاشِمَة و إن أفعالَكم لآثِمَة !.
ختاما ؛ هذا الواجب الوطني فرض و سيفرض علينا -دائما - الإرتقاء بمستويات الإدراك إلى مقام التمييز بين حرية الفكر و التعبير و النقد و إبداء الرأي ، و بين فوضى الدَّوْس على قوانين الوطن و التشويش على عمل المؤسسات الدستورية و تهديد مصالح الوطن العليا. دون أن نتكاسل في مواجهة هذا الركام المُتَكدِّس من مقالات الحقد و الكراهية التي تنفث سموم العدمية و التيئيس في عقل و وجدان الشباب ، مقالات لا تحمل من صفة المعارضة النقدية إلاَّ عوارض الحديث عن جهالة إعلامية و حقوقية تُحاول بلوغ “البُوزْ” في نشر الإحباط المؤدي لفقدان شرف الشعور الوطني و تحطيم المناعة المعنوية للمواطنات و المواطنين ، و زعزعة ثقتِهم في مسار إستكمال بناء دولة الحق و القانون و المؤسسات.
*شاعر و كاتب الرأي